الْعَطاء بعد السُّؤَال
وَثَانِيها بسط آمالهم بِالْعَفو عَن الزلل
وَالثَّالِث أَن لَا يستقصي عَلَيْهِم فِي أزمنة خدمتهم حَتَّى لَا يحدد ترحة لراحة نُفُوسهم ولذاتهم وَلكُل إِنْسَان وطر يجب أَن يَقْضِيه ويتنغص عيشهم بمناقشته فِيهِ ويلحقهم بالاستقصاء ضجر وملال يفْسد الْخدمَة فَإِذا ساهلهم الرئيس بعض المساهلة كَانُوا فِي خدمَة أنشط ومحبتة أبدا فِي قُلُوبهم تنمى وتتجدد
وَالرَّابِع أَن يؤمنهم إسراعه إِلَى قبُول كثير من ثقل الْأَصْحَاب وَأَقل مَا يُوجد فِي النَّاس الْكَافِي الْأمين فَإِذا اجْتمعَا فَهُوَ الْجَوْهَر الثمين
فَأَما كَاتب الرسائل فَمن يوثق بكتمانه بليغ فِي بَيَانه فَإِن الْعبارَة الْحَسَنَة تُؤثر آثَار عَجِيبَة فِي الْقُلُوب وَيكون متفننا فِي الْعُلُوم
وَأَن يُطَالب فيوجد عِنْده علم كل مَا ورد إِلَيْهِ وَصدر عَنهُ فِي أوقاته
وَأما لحاجب فَطلق الْوَجْه مَقْبُول الشَّمَائِل محبب ليوصل من يصل بإكرام وَيصرف من لَا يُؤذن لَهُ بِرِفْق ولطف كَلَام
1 / 51