Siyar Malahim Shacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
مكتوب على باب تونس، قايمة في اللوح
تفنى الخلايق، وكل العباد هتزول (1) الملك التبع سيف بن ذي يزن الحميري
ويمكن القول إنه إذا كانت هناك سيرة متعددة المستويات مركبة داخل رقعة الأدب الشعبي العربي بلا استثناء، فهي هذه السيرة التي نحن بصددها «الملك سيف بن ذي يزن الحميري»
7
فهي ليست أبدا مجرد سيرة أنساب قبائلية عربية تؤرخ لحياة وحرب ذلك الملك التبع، آخر من عرفوا بالملوك اليمنيين التباعنة مكتفية بمثل هذا الدور والغرض في حفظ البنية القرابية القبائلية الحاكمة وأحداثها وحروبها على عادة ما هو متبع ومتمثل في سير الأنساب بلا استثناء.
بل إن هذه السيرة للملك سيف، يمكن - من أحد الوجوه والزوايا - اعتبارها سيرة ذات صبغة قومية؛ ذلك أنها تستفيض مؤرخة للصراع والحروب بين كلا الساميين والحاميين، أو بين عرب جنوب الجزيرة في اليمن والجنوب العربي،
8
ومتاخميهم الأفريقيين، ذوي البشرة السوداء في الحبشة والسودان وأفريقيا عامة.
ومن هنا يحق للقارئ التساؤل عن دلالات هذه التسميات ذاتها من ساميين وحاميين.
والإجابة هنا ترد على لسان الوزير الأول المقرب للملك سيف وهما يستعدان لبدء حروبهما في مدينة البعل وملكها بعلبك وهو الوزير الكاهن المسمى «يثرب»، والذي هو في موقع الكاهن والحكيم صائب البصيرة الذي يشكل جانب المشورة بالنسبة لرأس التحالف الحميري القحطاني اليمني الملك سيف، ذاكرا عن الأسطورة النوحية، وابني نوح سام وحام «أن نوحا نام مرة وكان سام قاعدا عند رأسه، وحام تحت رجليه، فهب الهواء وكشف عن عورة نوح، فضحك حام وغضب سام وتشاجر الاثنان، فاستيقظ نوح واستطلعهما الخبر، فقص عليه سام ما فعله حام، فغضب والدهما غضبا شديدا، ودعا على حام بسواد البشرة وتمنى لذريته استعباد نسل سام لها.»
Unknown page