Siyar Malahim Shacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
والذي عندما مات طلب من قومه أن يدفنوه واقفا «لا تضجعوني فينضجع ملككم، لكن ادفنوني قائما ليظل ملككم قائما»، ثم تجيء بعد ذلك دولة عاد الأصغر؛ لأن عادا أو قبيلة عاد الأكبر قد اندثرت بحسب قول عبيد بن شريه الجرهمي، وكان بدء ملكهم هو شداد بن عاد وخلفه شقيقه لقمان بن عاد أو لقمان الحكيم أو الحكيم لقمان. انظر: لقمان الحكيم وفابيولاته.
يقول وهب بن منبه عن ابن عباس: «كان لقمان بن الملطاط بن السكسك بن وائل بن حمير نبيا غير مرسل»، كما ينسب له الساجستاني أنه كان أطول الناس عمرا بعد الخضر، ومن المعروف أن الخضر حي لا يموت؛ وذلك لأنه كان قد شرب من ماء الحياة أو عير الحياة.
وما تزال حكايات الحكيم لقمان متواترة على طول الشرق الأدنى، منها حكايته مع أنسوره السبع، حين دعا الله طالبا منه:
اللهم يا رب البحار الخضر
والأرض ذات النبت الفطر
أسألك عمرا يفوق كل عمر
فنودي قد أجيبت دعوتك يا لقمان، وأعطيت ما طلبت لكن لا سبيل إلى الخلود، اختر - إن شئت - سبع بقرات عفر، لا يمسهن ذغر وإن شئت سبع نويات من تمر، مستودعات في صخر، لا يمسهن ندى ولا قطر، وإن شئت بقاء سبعة أنسر كلما هلك نسر عقبه نسر.
وعندما اختار لقمان النسور السبعة عمر طويلا، وكان الناس يأتونه من أقاصي الأرض وأدانيها ليحكم بينهم، وهو ما يزال يواصل تواتره في تراث الحكايات العربية، ومنها حكايته مع زوجته الخائنة وقد جمعت من مشتقاتها أو مرادفاتها منها ثلاثة نصوص شفاهية.
وملخص هذه الحكاية كما يوردها وهب بن منبه هو أن الحكيم لقمان تزوج بسوداء بنت أمامة وكانت جميلة جدا، وكان لقمان غيورا عليها فأسكنها في كهف عظيمة في أرض صخرة عالية، إلا أن غريما له وقع في حبها هو هميع بن السميدع بن زهير الذي تمكن من التوصل إليها مختبئا داخل أكوام أسلحة قومه، وتوصل إليها واجتمع بها إلى «أن رقد معها على سرير لقمان، ثم تنخم ورمى النخامة في سمك سقف الكهف» وعندما رأى لقمان النخامة في سقف الكهف، وفشلت زوجته في إقناعه بأنها هي التي فعلتها، وكان أن أخرج العشيق من مخبئه داخل السلاح وشد امرأته السوداء معه في السلاح وألقى بهما من فوق الجبل.
ثم رماها بالحجر، ثم رماهما جميع من كان معه، فكان الحكيم لقمان أول من رجم الزاني والزانية كما تنسب له الخرافات الحميرية أنه كان أول من حكم بقطع يد السارق؛ ذلك أن شاكيا أتاه وقال له: يا لقمان إن سارقا يأتي فيدخل يده في خرق الخيمة ويسرق ما أصابت يده من الخيمة، فقال له لقمان: «احرص حتى إذا هو أدخل يده وسرق، فخذ يده واقطعها، ففعل ذلك الرجل.»
Unknown page