Siyar Malahim Shacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
ويبدو - بحسب ما يشير د. فيليب حتى - أن ليوالا يسوري هذا كان ذا عقلية - كما يقال - بأنه كان مجرد جندي سوري مغمور وينتمي إلى أسرة وضيعة في مرعش بسوريا، وأنه كان على وعي كبير بأسرار العرب الغازين وأخلاقهم، كما كان يجيد العربية واليونانية معا، كما يقال إن ذلك الإمبراطور البيزنطي كان متأثرا بالحركة الدينية التي قادها يزيد بن عبد الملك عام 102 هجرية لتحطيم الأصنام، المتضمن لآثار البلدان العربية المفتوحة في اليمن، والشام وفلسطين، وخاصة مصر، عندما كتب طالبا من الوالي الأموي في مصر «حنظلة بن صفوان» يأمره بتحطيم الأصنام والتماثيل والمعابد المصرية بعامة، فكان أن هدمت ودمرت وأحرقت وأمحيت من ديار مصر.
2
بل إن يزيد بن عبد الملك قد أصدر فرمانا يسري التعامل به على طول البلدان المفتوحة، عام 721 ميلادية وبموجب ذلك الفرمان - الأموي - منعت وحرمت شعائر تقديس واقتناء الصور والأيقونات على كلا الجانبين؛ أي في البلاد التابعة للخلافة الأموية في دمشق والتابعة للإمبراطورية البيزنطية في روما.
حتى إن الملكة إيرين التي تسميها سيرة ذات الهمة بالأميرة الملطية، عارضت قضية تحطيم الأيقونات من قبل الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث - أو ليوون - وحدث ذات الانقسام في صفوف العرب الفاتحين أنفسهم.
بل لقد تفاقمت هذه القضية التي اندلعت في ذلك العصر حول الأيقونات وعبادتها لدرجة وصلت إلى حد العنف، خاصة في آخر سنوات حكم ليو الثالث، فاندفع الغوغاء المسيحيون أنفسهم يتلفون ما تصل إليه أيديهم من صور وأيقونات، يعتدون على الأديرة وحماتها من الرهبان والقساوسة.
حتى إنه بمجيء الإمبراطورة إيرين
Iréne
الدموية، التي فقأت عيني ولدها الإمبراطور الشرعي، قبل أن تغتاله وتعتلي العرش، لتصبح أول إمبراطورة في تاريخ الروم البيزنطيين ذات سلطات ديكتاتورية مطلقة، ومنذ أن حكمت عام (802-811) ميلادية، فإنها من فورها عارضت هذا الاتجاه في التحول عن الأيقونات وشعائرها المسيحية.
ومن جانب ثان تشدد العرب المهاجمون في تحطيم الأيقونات واغتصابها كأسلاب من القصور والكاتدرائيات والأديرة المكتظة.
بل يرى البعض أن الإمبراطورة البيزنطية إيرين هذه قبلت بشروط الصلح والتسليم المذلة التي عرضها عليها هارون الرشيد؛ تجنبا لنهب وهدم كنوز وأيقونات بيزنطية، وهو ما تفيض السيرة في وصف تفاصيله ودقائقه.
Unknown page