Siyar Malahim Shacbiyya Wa Carabiyya
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
أما السبب الدافع وراء تلك الهجرة، من ربوع وادي الأردن وفلسطين فلم يكن سوى القحط والجفاف.
والملفت هنا أنه وعبر هجرتهم الجماعية إلى نجد، يخوضون أول حروبهم مع من؟ يهود التحالف اليهودي الخيبري، وهي حروب طويلة ومضنية تستغرق وقائعها الجانب الأكبر من الحلقة الثانية للهلالية، لحين تحقيق انتصاراتهم على اليهود الخيبريين الذين كانوا في بعض عصورهم التاريخية يتصدون لمحاربة الأكاسرة الفرس المجوس.
ففي هذا الجزء أو الحلقة الثانية للهلالية وسيرتهم؛ تستقر تحالفاتهم من عرب نجديين أو حجازيين قيسيين وجنوبيين يمنيين - قحطانيين أو حميريين - وتجيء هذه التحالفات تحت شارة أو راية أو طوطم الهلال.
فيقدم السلطان حسن بن سرحان على الزواج من أخت دياب بن غانم وتدعى «نافلة»، وفي ذات الوقت يقطع السلطان حسن عهده لقائد ورأس التحالف اليمني دياب بن غانم، على أن يزوجه أخته «نور بارق» التي تسمت بالغازية أو الجازية، والتي سترت أمها السالفة «شما» في قيادتها لحروب وهجرات بني هلال، حتى ليصبح لها ثلث المشورة.
وتحدث عبر هذه الحلقة الثانية سلسلة من الحروب والإغارات القبلية تمتد ساحتها على طول الجزيرة العربية.
فتجد وصفا للمعارك التي قامت بين الهلالية، والعقيلي، وحنظل، والهيدبي، ثم تنتهي إلى الاصطدام بين أبي زيد ودياب، ولا تنتهي هذه الحلقة إلا بعد أن تطيل في الحديث عن بطولة العرب عامة والهلالية خاصة وانتصاراتهم على الإفرنج.
وتغريبة بني هلال أو الحلقة الثالثة من حلقات هذه السيرة تعنى بأعمال الهلاليين في الغرب، خاصة في شمال أفريقيا، وهذه الفترة من فترات التاريخ الإسلامي صحيحة لا شك فيها، كما أن بني هلال عرفتهم الجاهلية وعاشوا في الإسلام وقاموا وحلفاؤهم بنصيب وافر في سبيل العمل على تعريب تلك البلاد جنسا وثقافة، فابن الأثير يحدثنا في كامله بأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
تزوج في العام الرابع من زينب بنت خزيمة أم المساكين وهي من بني هلال، ثم يذكرهم مرة عند الحديث عن غزوة هوازن ومرات كثيرة أخرى في مناسبات مختلفة، أما خروجهم إلى أفريقيا فقد ذكره أكثر من واحد من المؤرخين، أذكر منهم هنا ابن خلدون، فقد جاء في ص62-63 من الجزء الرابع من تاريخه ما نصه:
كان المعز بن باديس قد انتقض دعوة العبيديين بأفريقيا وخطب للقائم العباسي وقطع الخطبة للمستنصر العلوي سنة أربعين وأربعمائة، فكتب إليه المستنصر يتهدده، ثم إنه استوزر الحسين بن علي التازوري.
Unknown page