الحل واما أبو يوسف فكان ممن يؤثر ما يبقى وان بلغت به الحاجة الي ما يفنى وله الحظ الأوفر من العلم والتقى.
وفي السير قعد يوما مع أبي هارون موسى وكان لهما ابنان يلعبان بين أيديهما فدعيا ربهما أن يجعلهما ذخرا للآخرة لشدة محبتهما لهما فلم يلبثا الا قليلا حتى جاء أبو يوسف أبا هارون مسرورا باجابة دعائه بوفاة ولده فحضراه ودفناه ثم مات بعد ذلك هارون ولد أبي هارون ولم يصبر كصبر أبي يوسف حتى قال يقدر الله أن يرزقنا الجنة بغير موت هارون فرأى أبو يوسف بعد ذلك رؤيا قيل له أبو يوسف في عليين قال وصاحبى قيل له وصاحبك ايضا قال له علامة ذلك إن شئت أن تطر فطر وان شئت أن تنظر إلى بدنك فانظر قال فنظرت إلى جسدي ابيض كالنجم وله ضوء.
ومنهم أبو يعقوب البدنى نسبا والملشائى دارا من أكابر الأشياخ وممن يؤثر
ذوي السكينة على الزماخ وتقدم تمام صبره حين رافق أبا الربيع إلى الحج وتقدم انه افضل من حضر الركب من اولى العلم والعمل.
وفي السير اذا اجتمعت الشيوخ قدموه للصلاة واين من يقدمون في ذلك الزمان وكان يلبس الثياب الحسنة فقيل له في ذلك فأشار إلى قلبه وضميره.
ومنهم أبو محمد الكباوي واسمه يصلتين وغلبت عليه الكنية ابن محمد اخذ
العلم عن أبي هارون موسى بن يونس الجلالمي وكان ربيبه وأخذ عنه خلق كثير منهم أبو نصر زار بن يونس التفستي وأبو يحيى يوسف بن زيد الدرفي وقد تقدم الكلام عليهما وأبو محمد هو الذي
Page 307