143

al-Siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

الدف وقد تقدم أنها أرض لقوم وهم بعض صنهاجة ومداسة مستضعفين فراودهم عبد الرحمن على البيع فأمتنعوا فمن ورعه وعدله أن أتفق معهم أن يأخذوا الخراج من الأسواق ويتركوا الناس يبنون ففعلوا وكانوا يأخذون ما عليه الاتفاق.

ثم أن عبد الوهاب لما تمت بيعته قدم الراغبين عن الأمور وأخر الراغبين فيها فوقع في نفس ابن فندين وسقط في يده جماعة من أهل الرغبة في الولايات فجددوا فيما أمسكوا عنه من الشرط أعني قولهم لا يقطع أمرا دون جماعة معلومة من المسلمين التماسا لشق العصا وسلما للتفريق فألتمسوا عزل بعض الولاة لغير سبب فشاور جماعة من أهل الصلاح فأبوا الا بحدث فأكثروا الحديث والنجوى فسموا نجوية وخادعوا الناس بأقوالهم وأضطربوا فاذا لقوا من لا بصيرة له في الدين قالوا شرطنا أن لا يقطع أمرا ولا يقضي دون جماعة معلومة واذا خلوا بإخوانهم قالوا قدم علينا من نحن أولى منه بالتقديم وقد وليناه الأمر على أن يقدمنا ويرفع درجتنا فأخرنا واذا لقوا الضعفاء قالوا لاتجوز أمامة رجل اذا كان في المسلمين من هو أعلم منه فأفشوا القيل والقال وارتحلوا إلى خارج المدينة وإلى الجبال ليمكنوا من قارب الضعفاء ومن لا بصيرة له ولتتم كلمتهم فأصطلح جماعة المسلمين ومن لا يريد الافتراق وشق العصا مع ابن فندين أن يكتبوا إلى اخوانهم وعلمائهم بالمشرق فيعملون بموجب ما يرونه

Page 146