129

al-Siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

أصحاب مكر فلا تتفرقوا عن إمامكم فما زالوا به حتى أذن لهم بالرجوع فلما رجعت عيون ابن الأشعث اليه وأخبروه بتفرق أصحاب أبي الخطاب طوى المراحل ليلا ونهار ولم يشعر أبو الخطاب الا وقد دخلوا طرابلس فقال لا يسعني في ديني أن أقعد عن دفاع العدو عن رعيتي فخرج في قلة وكانوا أهل بصائر وقد كانوا اشاروا عليه أن يقيم حتى تجتمع عليه جنوده الذين تفرقوا فابى عليهم يرى أن ذلك لا يسعه في الدين فلقى ابن الأشعث بتورغا وكان معه نفوسة وهوارة وطريشة أعنى من قرب من المدينة منهم وقد سبقه ابن الأشعث إلى الماء وقال لأصحابه أن أستقى أبو الخطاب وأستراح هو وأصحابه لا تطيقون لقاءهم ولا تقدرون لهم على شيء وأنتم الآن أقدر عليهم مع التعب والجوع والعطش وأصحاب أبي الخطاب تاقت نفوسهم إلى الجهاد وملاقاة الأعداء ومجالدة الأقران وكان بينهم قتال شديد وصبر أبو الخطاب في قلته حتى من الفريقين بشر كثير فابى أبو الخطاب وأصحابه من الانهزام حتى استشهدوا رحمهم الله تعالى وهم أثنا عشر الفا وقيل أربعة عشر وتتبع عدو الله المسلمين في الجبال فتعلقوا في الجبال والقلاع وأدرك عبد الرحمن بن رستم وهو بمن معه من أهل افريقية بقابس وتفرق أصحابه وذهب وهو مستخف حتى دخل مدينة القيروان فلما بلغ أهل القيروان موت أبي الخطاب قاموا على عامله وأوثقوه

Page 132