106

al-Siyar

السير

Publisher

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

قال أبو سفيان: بلغ حاجبا إن في منزل عبد الملك الطويل مجلسا بالليل تكثر فيه الجماعة ولهم كلام يسمعه الجيران فارسل اليه فقال له ارفق على نفسك يا عبد الملك ماهذا الذي بلغنى انكم تفعلون قال أنا لنفعل وان امرتنا أن لا نفعل تركنا فسكت طويلا فقال لئن تخافون وتعمرون لاحب إلى من أن لا تخافون ولا تخربون اعمروا مجالسكم فان الله يحفظكم قال أبو العباس: لاتخافون وتخربون.

قال أبو سفيان: وما بلغنا انهم ظفر لهم بمجلس قط الا انهم كانوا في عهد زياد وابنه اتاهم الخبر بان الخيل تريدهم فخرجوا مسرعين وتركوا نعالهم فجاءت الشرطة فنظروا إلى نعالهم فقالوا للعجوز التي لها البيت ما هذه النعال قالت مكاتب لنا يطلب الناس فيعطوه النعال وغيرها فقال بعضهم قد ذكرت ماذكرت فلا تعرضوا العجوز للبلا فلعلها صادقة وكانوا اذ ذاك ياتون المجالس في هيئة النساء وكان لابى الحر على بن الحصين مجلس فقيل له خشينا أن يظهر علينا قال اما سمعت إن الله يقول { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } قال أبو سفيان: سمعت عبد الملك الطويل يتحدث عن أبي حمزة المختار قال ادركت المسلمين أن كان الرجل منهم ما يستزاد في صلاة ولا في صيام ولا في حج ولا في اعتمار ولا في وجه من الوجوه أن عرف انه ليس بشديد الحرص في الشر اسقط من اعينهم وتسقط منزلته عندهم قال حاجب لعبد الملك الطويل فيما يود به فيه اذا كان احد يعيب عليه المسلمون في اشياء تكون منه فيما بينه وبين الله فاستروا عليه وعظوه واحضروه مجالسكم وارفقوا به جهدكم عسى الله أن يتوب عليه وان عأبوا عليه في خلافهم في الدين يريد أن يشغب ويفتق عليهم فتقا فابدوا عورته واهجروه واعلموا الناس به حتى يكونوا منه على حذر.

قال أبو سفيان: كان زوج سعيدة يقال له عبد الله بن الربيع خال المهدى واتخذت سعيدة للمسلمين سربا في دارها يجتمعون فيه الليل ولابن الربيع اولاد من غير

Page 108