فأطرق برأسه حتى كادت تلامس الشعر الأسود الكثيف في صدره، وقال: يونس هيه، ماذا تريد؟
أفلت مني الرد الطائش كأنني أصرخ في حلم، فهتفت: أريد العدالة!
زاد من تقطيب وجهه ومسح ذقنه بكفه قبل أن يقول: يونس، ويبحث عن العدالة؛ نفس الحكاية القديمة!
لم أفهم شيئا، فقلت: هل ترى سعادتك فائدة في الدعوى؟
فوقف وأخذ يتمشى في الحجرة التي بدت ضيقة وهو يذرعها بخطواته الواسعة المتأنية، ثم وقف فجأة وأشار إلي بيده الضخمة: هل تعرف ماذا جرى له؟
سألت في حيرة: لمن يا سعادة البيه؟
فقال في عصبية: ليونس طبعا. قلت لك ليونس!
قلت وقد ازدادت حيرتي: وأين جرى له هذا؟
قال كأنه لم يسمعني: في جوف الحوت طبعا!
ولم أفهم عن أي شيء يتكلم فرأيت من الخير أن أسكت. وزادت مخاوفي وأنا أراه يقترب من السرير ويشخط في كأنه يوقظ ميتا: عار عليك ألا تعرف!
Unknown page