عزيزي هيو، عزيزتي مارجريت
ليس كونكما على علاقة فقط هو ما يؤلمني، بل خداعكما لي بهذه البراعة هو ما يؤلمني بحق، إنه لشيء مروع عندما تكتشف أن الواقع الذي تعيشه واقع مزيف. بالتأكيد، ألم يكن وجود مارجريت معنا بالمنزل طوال الوقت، وخروج ثلاثتنا معا، وتظاهر مارجريت بأنها صديقتي الصدوقة، ألم يكن ذلك كله خيانة لا داعي لها؟ كم من مرة لا بد أنكما ضحكتما أمامي وأنتما تتبادلان النظرات من خلفي غير عابئين بي عندما نكون معا. كان الأمر برمته عبارة عن مسرحية أخرجتماها من أجل تسليتكما دون رحمة بي، وطبعا بكوني تلك المرأة البلهاء المغفلة ساعدتكما على إشعال لهيب مطارحتكما الغرام. إني حقا أزدريكما، إني لا أستطيع فعل ما فعلتماه؛ لا أستطيع أن أجعل من إنسان أحببته وتزوجته أضحوكة، بل لا أستطيع حتى أن أجعل من إنسان كان محسنا لي وكان صديقي أضحوكة ...
مزقت هذين الخطابين، وجعدتهما بقبضة يدي، وألقيت بهما في سلة المهملات. كان كل شيء بالمقصورة منظما بدقة ويفي بالغرض؛ بداخل هذا المهجع المعدني المنجد يستطيع المرء، بلا عناء أو قلق، أن يمضي حياته. يتجه القطار غربا تاركا مدينة كالجاري. جلست أراقب الأمواج البنية الهائجة التي ترتفع حتى سفح التلال، وأخذت أنتحب على وتيرة واحدة، وأنا أشعر بالدوار. إن الحياة ليست كالقصص الساخرة الكئيبة التي طالما أحببت قراءتها، ولكنها كالمسلسلات التليفزيونية التي تعرض بالنهار، ستبكي بحق من شدة ابتذالها وسخافتها أكثر من أي شيء آخر.
صديقة. عشيقة. لم يعد أحد يستخدم كلمة عشيقة الآن، فكلمة صديقة تبدو جريئة مع أنها تحمل براءة زائفة؛ مما يجعل معناها مراوغا بشكل غريب. احتمالات الغموض والمعاناة التي تحملها الكلمة القديمة اختفت تماما؛ ليس بمقدور فيوليتا أن تكون صديقة أحدهم، لكن نيل جوين تستطيع ذلك؛ فهي أكثر عصرية.
إليزابيث تايلور: عشيقة.
ميا فارو: صديقة.
هذا هو تحديدا نوع اللعبة التي اعتدنا أنا وهيو ومارجريت أن نلعبها معا في أمسياتنا القديمة، أو أغلب الظن كنا نتسلى بها أنا ومارجريت ونثير ثائرة هيو بانهماكنا فيها.
ما من كلمة من الممكن أن تصف مارجريت بحق.
في الربيع الماضي ذهبنا معا إلى وسط البلدة لشراء فستان جديد، كنت معجبة ومتأثرة بطريقة مارجريت في التوفير، وحسها المتدبر. كانت فتاة غنية، حيث كانت تعيش في أبلاندز مع أمها العجوز، لكنها تقود سيارة رينو عمرها ست سنوات، ومنبعجة من أحد جانبيها، وكانت تأتي المدرسة ومعها شطائر، وكانت لا تضمر السوء لأحد.
حاولت إقناعها بشراء فستان طويل من القطن، ذي لون أخضر داكن، ومطرز بالفضي والذهبي، لكنها قالت: «إنه يشعرني بأنني بغي، أو كامرأة تحاول أن تكون بغيا، وهو الشيء الأسوأ.»
Unknown page