156

Sirr Maktum

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Publisher

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

وعن أبي الدرداء ﵁ قال: بُعثَ النبي ﷺ وأنا تاجر، فأردت أن تجتمع لي التجارةُ والعبادةُ؛ فلم تجتمعا، فرفضتُ التِّجارة، وأقبلتُ على العبادة. و[الله] (١) الذي نفس أبي الدرداء بيده! ما أحبُّ أنّ لي اليوم حانوتًا على باب المسجد لا تخطئني فيه صلاة أربحَ فيه كل يوم أربعين دينارًا، وأتصدَّقُ بها كلَّها في سبيل الله ﷿. قيل له: يا أبا الدرداء! وما تكره من ذلك؟ قال: شدة الحساب. وفي لفظ: أحبُّ أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. رواهما أبو نعيم في «الحلية» (٢) .

(١) مثبتة في الهامش بخط السّخاوي ضمن الإلحاق، وهي غير موجودة في «الحلية» . (٢) أخرجه بتمامه أبو نعيم في «الحلية» (١/٢٠٩) . وأخرج القسم الأول منه إلى قوله (وأقبلت على العبادة): هناد في «الزهد» (رقم ٦٦٠)، وابن سعد في «طبقاته» (٧/٣٩١- ٣٩٢)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٧/١٦ و١٣/٣١٦)، وأحمد في «الزهد» (١٣٨)، وأبو نعيم في «الحلية» (١/٢٠٩)، وابن عساكر في «تاريخه» (٤٧/١٠٧، ١٠٧-١٠٨، ١٠٨) . وأخرج القسم الثاني منه إلى قوله: (وأتصدق بها كلها في سبيل الله): أحمد في «الزهد» (ص ١٧٠)، وأبو داود في «الزهد» (رقم ٢٥٥)، وأبو نعيم في «الحلية» (١/٢٠٩) . وأخرج القسم الثاني والثالث منه: أبو نعيم في «الحلية» (١/٢٠٩)، وابن عساكر في «تاريخه» (٤٧/١٠٨) . وإسناد القسم الأول: الأعمش عن خيثمة قال: قال أبو الدرداء. ورواته ثقات، وهو منقطع، ولذا قال ابن عساكر عقبه: «هذا مرسل» . وإسناد أبي داود للقطعة الثانية: الأعمش عن بعض أصحابه، عن أبي الدرداء. وهو ضعيف، ولعل المبهم هو خيثمة، إلا أن إسناد أحمد وأبي نعيم (عبد الله بن بُجير، عن أبي عبد رب، عن أبي الدرداء) . وأبو عبد رب هو الدمشقي الزاهد، مقبول، أي: إذا توبع. وعبد الله بن بَحِير، كذا الصواب، وليس (ابن بجير) -بالجيم، وثقه ابن معين، واضطرب فيه =

1 / 167