بها عن الكمال، ولكل عمل صالح أثرًا فيها يقربها من الله وصفاته.
فالتقصير في الصالحات يعد عند هؤلاء من الذنوب التي تهبط بالنفس وتبعدها عن الله تعالى؛ فهي إذا قصَّرت فيها تتوب، وإذا شمَّرت لا تأمن النقائص والعيوب، ويختلف اتهام هؤلاء الأبرار لأنفسهم باختلاف معرفتهم بصفات النفس وما يعرض لها من الآفات في سيرها، ومعرفتهم بكمال الله ﷻ ومعنى القرب منه واستحقاق رضوانه؛ ولذلك قال بعض العارفين: "حسنات الأبرار سيئات المقربين".
ومن هنا تفهم معنى التوبة التي طلبها إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والتسليم. اهـ.
* * *
_________
* فرغتُ من مقابلته بأصله المخطوط بخط مصنّفه عند أذان العشاء من ليلة الجمعة ٢٣ من رمضان المبارك سنة ١٤٢٠ هـ، وذلك بقراءة الأخ الشيخ رمزي دمشقية وحضور جمع من الإِخوة الأعلام والفضلاء الكرام: الشيخ نظام يعقوبي، وسعادة الدكتور عبد الله المحارب، والشيخ مساعد العبد القادر، في المسجد الحرام تجاه الكعبة المشرفة زادها الله تشريفًا وتعظيمًا، والحمد لله ربّ العالمين.
فقير عفو ربه
محمَّد بن ناصر العجمي
1 / 34