============================================================
مولده وموطنه وأوصافه ولد الشيخ رحمه الله تعالى بمنتصف شهر رمضان في سنة إحدى وسبعين وأربع مية بجيلان (1)، وبها أمضى فترة شبابه الأول إلى أن بلغ التامن عشرة سنة، فارتحل إلى بغداد، ودخلها سنة ثمان وثمانين وأربع مثة (2)، واستمر فيها إلى نهاية ياته كان الشيخ- رحمه الله تعالى نحيف البدن، مربوع القامة، عريض الصدر، عريض اللحية، طويلها، أسمر اللون، مقرون الحاجبين، ذا صوت جهورى، وسمت(2) بي، وقدر علي، وعلم وفي (4).
نشآته وطلبه العلم رأت عيون الشيخ - رحمه الله تعالى - النور في بيئة معروفة بالعلم، ومؤئدة بالكرامات؛ فأبوه من كبار علماء جيلان، وأمه من غرفت بالكرامات، وهي ابنة اي عبد الله الصومعي العارف العابد الزاهد، فاستنشق الهواء من بيوت العلم والفقه والمعرفة والحقيقة علم - رحمه الله تعالى - أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، فشمر عن ساعد الجد والتحصيل، وسارع في طلبه، قاصدا أعلام الهدى من علماء هذه الآمة، فابتدأ حياته بقراءة القرآن العظيم حتى أتقنه . درسه على يد أبي الوفا على بن عقيل الحنبلي، وأبي الخطاب محفوظ الكلواذانى الحبلي، وغيرهم كثير.
(1) سير أعلام البلاء: للذهبي، ج 439/20 .
(2) سير أعلام البلاء : للذهبي ، ج 443/20 نقلا عن ابن النجار في " تاريخه " (3) قال ابن منظور في " اللسان" ، ج 6/2 : السمث : حسن الحديث ، وحسن الحوار، وقلة الأذية واتباع الحق والهدى (4) مختصر طبقات الحنابلة : لابن شطي، 41 2
Page 21