============================================================
(واله) وسلم: "رآيث رئي بصورة شاب امرة "(1). قال بعضهم : المراد من هذه الصورة تجلي) الحق بصفة الربوبية على مراة الروح ، وهو الذي يسمونه طفل المعاني؛ (64 اب) لأنه مرب الجسد، ووسيلة بينه وبين الرب . وقال أمير المؤمنين علي ( بن أبي طالب) كرم الله وجهه : (لولا المربي لما عرفت ربي)، وهذا المربي مربي الباطن، وهو إنما يحصل بسبب تربية مرب ظاهري بالتلقين، فالأنبياء والأولياء مربو القوالب ومربر القلوب ما يحصل من تربيتهم من لقاء الروح الآخر كما مر، كما قال الله تعالى : {.. يلقى الروح من أمروء على من يشله من عباده ..} [سورة غافر 15/40) .
وطلب المرشد لأجل هذا الروح الذي يحيى به القلب ويعرف به ربه فافهم.
قال الامام الغزالي رحمة الله عليه : يجوز) أن يرى الرب في المنام (2) على صورة [65/1) جميلة أخروية على هذا التاويل المذكور . قال : لأن مثل المرئي مثال ما يخلقه الله تعالى على قدر استعداد الراتي ومناسبته، وليس الحقيقة الذاتية ؛ لأن الله تعالى منزه عن الصورة، أو يرى بذاته في الدنيا كرؤية النبى صلى الله عليه [وآله] وسلم وعلى هذا القياس يجوز أن يرى في صورة مختلفة على قدر مناسبة (استعداد) الرائي، ولا يرى الحقيقة المحمدية إلا الوارث الكامل في عمله وعلمه وحاله وبصيرته، ظاهرا وباطنا، لا في حاله. وكذا في شرح المسلم : يجوز رؤية الله تعالى في الصورة البشرية النورانية على التاويل ( المذكور. والقياس على تجلي كل صفة على هذا النهج كما تجلى لموسى عليه [65/ب) ( الصلاة) والسلام في صورة النار من شجر العناب كما قال الله تعالى: { . ولأهله آمكثوا إنيء انست نارالعلى مايكر منها بقبي ..} (سورة طه10/20) ومن صفة الكلام كما قال الله تعالى: { وما تلك بيمينك يكموسى..} [سورة طه17/20] (1) تقدم تخريجه، ص87.
(2) قال القشيري في الرسالة" ، 307 : روي عن أبي يزيد أنه قال : رأيت ربى عز وجل في المنام ، فقلت : كيف الطريق إليك؟ فقال : اترك نفسك وتعال وقيل : رأى أحمد بن خضرورية ربه في المنام ، فقال : يا أحمد كل الناس يطلبون مني إلا أبا يزيد فإنه يطلبيي. وقال يحى بن سعيد القطان : رأيت ربى في المنام ، فقلت : يا رب كم أدعوك فلا تستجيب لي : فقال تعالى : يا يحى، إني أحب أن أسمع صوتك.
135
Page 136