Sirat Rasul Allah
سيرة رسول الله
Genres
آراء الصحابة خارج السقيفة
لقد جرى كل ذلك الجدل والخلاف والبيعة في السقيفة ( سقيفة بني ساعدة) في حدود الحاضرين وحدهم، أما بقية الصحابة والمسلمين، فلم يكونوا حاضرين ولم يشاركوا في هذه البيعة، ولم يعرفوا ما دار فيها، وكان أبرزهم علي بن أبي طالب (ع) والعباس عم النبي وبنو هاشم، ومعظم الصحابة من المهاجرين والأنصار.
وقد كان بنوا هاشم مشغولين بتجهيز رسول الله (ص)، وتغسيلة، وتحنيطه،
وتكفينه، والصلاة عليه، فجاءهم الصحابي البراء بن عازب فأخبرهم الخبر، ولم يكونوا ليعلموا بما حدث في السقيفة، فقال لهم: ( يا معشر بني هاشم: بويع أبو بكر ، فقال بعضهم، ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه، ونحن أولى بمحمد ).(1)
ثم احتج بنو هاشم وعدد آخر من الصحابة على البيعة في السقيفة، كالعباس ابن عبد المطلب عم النبي (ص) والامام علي (ع)، وفاطمة بنت الرسول محمد (ص)، الفضل بن العباس بن عبد المطلب، والزبير بن العوام، وخالد بن سعيد، والمقداد، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود...الخ.
أما الامام علي (ع) فقد احتج في بعض مواقف الجوار على بيعة السقيفة بقوله لأبي بكر: ( لا أبايعكم، وأتنم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي (ص)،وأنا أحتج بمثل ما احتججتم به على الأنصار،نحن أولى برسول الله حيا وميتا).(2) واستمر الجدل والخلاف في الرأي حول بيعة السقيفة مدة دامت ستة أشهر تقريبا.
(1)
Page 78