Sirat Rasul Allah
سيرة رسول الله
Genres
ويحاول العباس أن يتعامل مع التركيب النفسي لشخصية أبي سفيان ويوجه موقعه القيادي لصالح الفتح المبين فيقول للرسول (ص) : « يا رسول الله ! إنه يحب الفخر ، فاجعل
(36)
له شيئا يكون في قومه، فقال ، [(من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن)] »(1).
وكان (ص) «قد عهد إلى امرائه أن لا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم» (2).
وتحقق النصر الكبير ، ويدخل رسول الله مكة فاتحا منتصرا من غير قتال ولا سفك دماء غير بعض المناوشات الجانبية التي وقعت بغير علم رسول الله (ص) ، يدخل مكة متواضعا مستغفرا مسبحا بحمد ربه ، فيقف (ص) على باب الكعبة ويقول : «لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الاحزاب وحده ، ألا كل دم أو مأثرة أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحج ، ثم قال : يا معشر قريش ! ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم » (3) .
ويعفو رسول الله (ص) بعد أن خاطبهم بكلمته الشهيرة: «إذهبوا فأنتم الطلقاء» .
وهكذا ينهار تيار المقاومة ، ويحطم رسول الله (ص) أعظم حصون الشرك والجاهلية بعد صراع عنيف استمر واحدا وعشرين عاما تقريبا ، وبذا ثبتت الدولة والدعوة أركانها في أرض الجزيرة وتحقق الفتح المبين .
Page 51