Sirat Rasul Allah
سيرة رسول الله
Genres
وهكذا تواجه الفريقان ، وبدأت المنازلة ، فتحصن اليهود في حصونهم ، وجمع رسول الله (ص) أصحابه ، وأعطى راية المعركة (الراية البيضاء) لعمه حمزة ، فسار إليهم بجيشه وعزيمته يؤيده نصر الله ووعده الحق ، في النصف من شوال ، في السنة الثانية من الهجرة ، فقذف الله في قلوبهم الرعب ، واستولى عليهم الخوف والجبن ، واستمر الحصار خمسة عشر يوما ، فطلبوا الصلح من رسول الله (ص) .
وقد تنازلوا عن أموالهم وسلاحهم له ، مقابل العفو عنهم ، وفسح المجال أمامهم ، للجلاء من المدينة ، فرضي رسول الله (ص) بالصلح ، وأنفل الله رسوله أموالا وسلاحا كثيرا في هذه الغزوة ، فخرج بنو قينقاع إلى أذرعات في بلاد الشام بعد ثلاثة أيام من الموافقة على الصلح أذلاء مدحورين .
معركة أحد الدرس والتجربة
واستمرت أحداث بدر ومعركتها التاريخية الرائدة تتفاعل حقدا وكيدا في نفوس المشركين في مكة .
(20)
إذ حقق المسلمون في هذه المعركة نصرا عسكريا وعقيديا وإعلاميا واسعا ، أغرق قريشا وقادة الشرك فيها بالذل والمهانة .
ولم يكن لدى أبي سفيان - قائد الشرك والعدوان آنذاك - غير التفكير بالحرب ، وإعادة الهجوم على محمد (ص) ، وتحقيق نصر عسكري يغير الآثار النفسية والاعلامية التي أنتجتها معركة بدر .
فدق المشركون طبول الحرب ، وخططوا للعدوان والهجوم على المدينة ، واتفقوا على أن ترصد أرباح القافلة التجارية التي أفلتت من قبضة المسلمين وقادت إلى معركة بدر ، أن تنفق في إسناد هذه الحملة العسكرية الآثمة ، وقال أرباب ذلك المال :
(لا تنفقوا منه شيئا إلا في حرب محمد) .
Page 28