101

وفي آية اخرى يتحدث القرآن عن دور المنافقين التخريبي وممارستهم للحرب النفسية وبث الاشاعات المعادية بين صفوف المسلمين كلما سنحت لهم الفرصة في ذلك .

ولذلك يخاطب القرآن الرسول بقوله :

(6)

(لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم ا لفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين ) .(التوبة / 47)

2 الغدر العسكري يوم (احد) والاحزاب : بعد أن مكن الله نبيه من المشركين وحقق له النصر في معركة بدر الكبرى (يوم الفرقان) شعر المشركون بالهزيمة والآنهيار المعنوي والعسكري ، وأرادوا استعادة هيمنتهم وهيبتهم بين القبائل ، وتطويق نتائج النصر الكبرى التي حققها الرسول الهادي محمد (ص) وأصحابه في تلك المعركة ، فقرروا الهجوم على المدينة بعد سنة من معركة بدر ليستعيدوا سمعتهم المحطمة ومكانتهم المنهارة ، وبعد أن علم رسول الله (ص) بخطة المشركين خرج من المدينة بجيش قوامه ألف مقاتل ليصد هجوم المشركين ، ويقاتلهم خارج المدينة ، وما أن خرجوا من المدينة حتى تحرك رأس النفاق عبد الله بن ابي بن سلول ، وشق جيش المسلمين فخذل ثلث الجيش ورجعوا إلى المدينة ليضعفوا المقاومة الاسلامية ويمكنوا المشركين من النصر، وزرعوا روح الضعف والهزيمة في المسلمين .

قال ابن جرير الطبري : « فخرج رسول الله في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين احد والمدينة انخزل عنه عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس ، فقال أطاعهم فخرج وعصاني ، والله ما ندري على ما نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس ، فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب »(1) .

Page 9