Sirat Rasul Allah
سيرة رسول الله
Genres
إن أخطر ما شنه المنافقون بالتنسيق مع حلفائهم اليهود والمشركين ضد الدعوة الاسلامية والدولة الاسلامية وشخصية الرسول الكريم محمد (ص) هي :
1 الحرب الدعائية : إذ واجه الاسلام والدولة في المدينة المنورة حربا دعائية مضادة من خصومهما المنافقين واليهود ، فقد شنوا حرب اشاعات وحربا نفسية لاضعاف كيان المسلمين والنيل من قوتهم ووحدتهم، وبث الرعب والشكوك وزرع روح الهزيمة في نفوسهم . وقد قاوم القرآن الكريم هذه الحرب الدعائية بحكمة وقوة ، وطلب من النبي الكريم (ص) أن يواجهها بكل قوة .
وكانت الاوامر الالهية قول الله تعالى :
(لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) . (الاحزاب / 60 62)
قال المفسر الطبرسي في مجمع البيان : « (والمرجفون في المدينة) وهم المنافقون أيضا الذين كانوا يرجفون في المدينة بالاخبار الكاذبة المضعفة لقلوب المسلمين بأن يقولوا اجتمع المشركون في موضع كذا، قاصدين لحرب المسلمين ونحو ذلك ، ويقولوا لسرايا المسلمين إنهم قتلوا وهزموا ، وفي الكلام حذف ، وتقديره ، لئن لم ينته هؤلاء عن أذى المسلمين ، وعن الارجاف بما يشغل قلوبهم (لنغرينك بهم) ، أي لنسلطنك عليهم يا محمد ، عن ابن عباس ، والمعنى : أمرناك بقتلهم حتى تقتلهم وتخلي منهم المدينة .
(ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا) أي ثم لا يساكنونك في المدينة إلا يسيرا وهو ما بين الامر بالقتل ، وما بين قتلهم » .
Page 8