وذلك مما قد دهانا من البلا =ومن نوب جم فلم تتعدد ومما سمعت آذاننا لفوادح =يذوب بشدات لها كل جلمد
لقد بت منها كالسليم مسهدا =أصيب من البلوى بأنياب أسود
تتابعت الأنفاس منا تأسفا =لتحقيق أعلام بموت محمد
هو كالبحر علما كان والأرى مطمعا =هو الليث بأسا والحمام المعند
لقد كان شمسا للبلاد وأهلها =وبردا به مل الخلائق تهتدي
وكادت عمان أن تموج بأهلها =وينهد منها كل قصر مشيد
لقد عميت كل البلاد لفقده =وباين أهلها السرور بمرقد
هو العالم النحرير قد كان في الملا =لنهل وغل خير قصد ومورد
فما زال في فصل الخطاب نهاره =وفي ليله لما يزل في التهجد
ألا إنه النبراس في صدر مجلس =وبدر التمام أن يحل بمسجد
لقد دهمتنا من حوادث دهرنا =ضنى وعنى في الزاهد المتعبد
مناقبه لم تحص عدا لحاصر =كذا كل أفعال زكت عند سؤدد
ألا يا أيام الدين صبرا على القضا =لفقد ابن مداد التقي المؤيد
فكل امرئ لو عاش دهرا مخلدا =قصاراه حتف كالحسام المجرد
لقد عاش في الدنيا مطيعا لربه =فطوبى له فيما يلاقيه في غد
مقيما على تقوى الإله محافظا =ولم يستمع في الله قول مفند
فيا غافلا بادر لربك طائعا =بحسن اعتقاد لا تكن بمقلد
تزود للدنيا بتقواك للذي =يراك فتقوى الله خير التزود
لك العون عب الله والصبر والعزا =لفقد سراج في الملا متوقد
فعش تابعا آثار والدك التي =لها سالكا وهي الصواب المقتد
تأس خميس في فراق محمد =لك الله في خير تقي ملحد
حميم بمحض الود فيه كرامة=ولقيتم خير الجزاء في التودد
أعد الأهل في الله ماله =يكل عن الإحصاء بالفم واليد
بصحة أخبار رواها ألو التقى=لما جاء من نص الحديث المؤكد
تغشاه رب العالمين برحمة =مبار يروي بها غلة الصدى
ولا برحت جون السحائب هطلا =بقبر ابن مداد ترح وتغتدي
وقال الفقير لرحمة ربه، عبد الله بن خلفان بن قيصر مادحا الإمام الفاضل الكامل أمد الله بالسعادة أيامه، وأسكنه بحبوح جنته دار الكرامة، وقال شعرا من الطويل:
Page 48