184

Sirat Muluk Tabacina

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

Genres

إلا أن الملك التبع سيف كان يرمقها عبر صمته العميق وجرحه البليغ، مكتفيا بالتحديق طويلا في عينيها الباهرتين المشعتين بذكاء الشباب ونزقه وتوقده، ودون الإفصاح عن جواب شاف لتساؤلاتها وهي أرفع نساء الفرس شأنا.

مما دفع بأبيها ذاته الذي أصبح فيما بعد - الكسرى بهرام - إلى استدعائها مساء للزيارة وفاتحها في الأمر: ألم يعرك بعلك، ثم التبع اهتماما يذكر، بعد يا مهردكار؟

أشار إليها والدها بهرام، فتقدمت جاثية عند مخدعه، ثم أطبق بيديه الاثنتين على عنقها صارخا: ما أنت سوى وصيفة.

ثم استطرد مهددا متوعدا: سألقي بهذا العنق الأرقط إلى النيران ... إلى النيران ... هل تسمعين؟!

الفصل الثلاثون

اغتيال الملك سيف بأحراش الدلتا

ما إن عادت الأميرة مهردكار، من تلك الزيارة العاصفة، التي قلبت كيانها كله رأسا على عقب؛ لقصر والدها الملك بهرام، حين استدعاها ذات مساء ليسألها عن أحوالها وما انتهت إليه أمورها بعد زواجها من الملك التبع سيف بن ذي يزن، حتى فوجئت مهردكار بعاصفة أشد تأججا داخل قصر زوجها الملك سيف. - الملك سيف قرر العودة إلى ديار مصر.

توقفت مهردكار وهي تصعد سلالم القصر - التاريخي - أو القلعة الرخامية التي اتخذها الملك سيف مقرا لحكمه، والتي فرشت بفاخر الطنافس الفارسية.

مضت متطلعة في رهبة لما يجري على طول ساحات القصر، الذي استحال إلى خلية نحل هائلة نتيجة لحركة الحراس وجند التبع والحجاب والوزراء والوصيفات، وهدير المركبات المحملة بنفيس الكنوز والعروش التي سباها الملك سيف.

وكان يقطع كل هذا صهيل قطعان الجياد ونداءات الناضورجية والبحارة على ظهر السفن والمراكب.

Unknown page