Sirat Muluk Tabacina

Shawqi Cabd Hakim d. 1423 AH
179

Sirat Muluk Tabacina

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

Genres

سألها شاردا غائبا عن كل ما يحيط بها: كيف؟ ثم استفاض شارحا الموقف لشامة. - والطريق البحري إلى مصر، أصبح مقطوعا بعدما نجح الفرس في التسلل من خلف ظهرينا، ضاربين بشروط الهدنة الأخيرة عرض الحائط.

قاربته شامة في حنوها مهدئة: التسلل ... لعله المنفذ الوحيد الآن.

غمغم ذو اليزن: أجل.

أردف معدا العدة للرحيل والعودة - سرا - إلى مصر: مكاننا هناك مع الناس ... الأهل!

الفصل التاسع والعشرون

سيف يتوغل في أصفهان

هكذا وقع خبر اجتياح أحد ملوك أو أمراء الفرس ويدعى «جهينة» ولقبه «الهدهاد» لمصر، على الملك التبع سيف بن ذي يزن، صادما مفاجئا له، بعدما توغل في أصفهان بجيشه العربي.

وفي مثل هذه الأمور والمعضلات المصيرية، لم يكن التبع سيف اليزن يجد معينا وناصحا له، سوى زوجته «شامة» التي أشارت عليه بالعودة بحرا إلى مصر عبر ساحل الشام مرورا ببانياس، وذلك لمعاونة ابنها - دمر - في صد العدوان الفارسي.

حتى إذا مارست سفنهم ومراكبهم بميناء اللاذقية، استولت على الملك سيف من فوره أنباء المعارك الضارية التي يجريها الفرس في الشام وفلسطين وحتى دلتا مصر، بعدما سنحت لهم الفرصة في غيبته لدخول معظم «هذه الأمصار»، وتزايد تقديره لإحدى الأميرات العربيات التي أوقفت خسائر جسيمة ملفتة بحملة الفرس الغزاة الطامعين، واسمها «سعيدة بنت الملك الأحمر» في محاولة منها لعرقلة تقدمهم في غيبته.

حتى إذا ما أرسل الملك سيف برسله إلى بانياس للوقوف على أخبار ابنه دمر، وعادت الرسل بلا جواب شاف، مما أزعج أمه شامة، التي تملكها التساؤل المفزع عن مصير ولدها وما حل به صرخت في فزع. - ابني ... وحيدي ... دمر.

Unknown page