Sirat Muluk Tabacina

Shawqi Cabd Hakim d. 1423 AH
133

Sirat Muluk Tabacina

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

Genres

نهضت في تراخ طويل، لا تدري ما بها إلى أن تتمالك نفسها فخطت مسرعة إلى حيث جناح الملك، وقبل أن تجرؤ على فتح باب المخدع الغربي، تصفحت الوجوه المحيطة من حولها مستطلعة. - ما الخبر؟

وتقدمت قمرية في صمت ثقيل من الفراش في محاولة لعدم إيقاظ ذو اليزن من سباته وغفوته.

وما إن امتدت يدها في حرص كاشفة الغطاء عن وجه الملك التبع ذو اليزن، ومالت عليه لاثمة متحسسة أنفاسه حتى استدارت باحثة عن الوزير يثرب، الذي سرعان ما قاربها بدوره مذهولا ممتقع الوجه: نائم؟

وما إن كشفا من جديد الغطاء معا عن وجه الملك المستكين الهادئ الصافي الملامح، حتى صرخت قمرية: مات! مات ... ذو اليزن!

الفصل العشرون

ذو اليزن التبع المحتضر

أصبح الموقف عسيرا مربكا على «قمرية» والوزير «يثرب» داخل مخدع الملك التبع ذي اليزن بعدما وافته المنية ولفظ آخر أنفاسه في غيبتها، لرد عدوان ملك الأحباش سيف أرعد.

إذ بينما اشتعلت مدينة - أحمرا - حماسا وتكبيرا وهتافا محيطة بقصر الملك الحصين من كل الجوانب مغلقة ساحاته ومنافذه تمجيدا للملك التبع العائد المنتصر في ذلك الوقت، كان الملك - الحقيقي - قد فارق الحياة.

وما إن امتدت يد قمرية متنكرة تحت عدة حربه ودروعه ولحيته، لتمازحه معيدة الابتسامة الصافية إلى وجهه المسجى السمح، حاكية له من فورها ما أقدمت عليه خلال فترة غيابها عنه، وقاربته لاثمة حتى اكتشفت من فورها انقطاع أنفاسه ومفارقته الحياة، فما كان منها إلا أن شقت ثيابها صارخة: مات!

ولم يتمالك الوزير الحكيم يثرب نفسه سوى الارتماء عليها وكتم أنفاسها، بينما تكبير الجماهير وهتافاتهم تصم كل الآذان مدوية من كل جهة استبشارا بالنصر الذي حققه مليكهم الرحيم المنتصر المعافى.

Unknown page