76- ... أنبأنا به الأسعد بن سعيد الأصبهاني ، قال : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب ، قال : حدثنا علان بن عبد الصمد ما غمه ، قال : ثنا محمد بن عمر الهياجي ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : ثنا أبو حمزة الثمالي ثابت بن سعيد ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن جرير ، قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على رواحلنا من المدينة وهي آكلة النوى ، فرفع له شخص ، فقال : هذا رجل لا عهد له بالطعام فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم السير وأسرعنا معه ، فإذا فتى شاب قد استلقت شفتاه من أكل لحاء الشجر ، فسأله من أين أقبلت ؟ فقال : أريد محمدا صلى الله عليه وسلم لأبايعه قال : فأنا محمد ، أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : السلام عليك دلني على الإسلام يا رسول الله قال : تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقر بما جاء من عند الله , قال : أقررت قال : وتقيم الصلاة , قال أقررت , قال : وتصوم رمضان , قال : أقررت , قال : وتحج البيت , قال : أقررت ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جرير : وازدحمنا عليه حين أنشأ يصف له الإسلام ، ننظر إلى أي شيء تنتهي صفته ، ثم انصرف وانصرفنا فوقعت يد بكره في أخافيق الجرذان ، فاندقت عنقه , فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : علي الرجل , فوجدناه قد انثنت عنقه فمات فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليه ثم أعرض عنه بوجهه ، فقال : احملوه إلى الماء , فغسلناه وكفناه وحنطناه ، ثم قال : احفروا له وألحدوا لحدا ، فإن اللحد لنا والشق لغيرنا , وجلس على قبره لا يحدثنا بشيء ، ثم قال : ألا أحدثكم بحديث هذا الرجل ؟ هذا ممن عمل قليلا وأجر كثيرا ، ممن قال الله : {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} إني أعرضت عنه وملكان يدسان في فمه ثمار الجنة " .
Page 50