============================================================
فقال شعبان المقتدى بالله هذا الامر ياولدي لا ينبغي الحكومة فيه قابطل الامر وممانيه ثم أنه صاح على الغلمان الذين حوله وقال لهم امضوا فى ذلك الوقت والحين واذبحوا حمام الاثنين (قال الراوي) فلما سمع الغلمان ذلك تجاروا على حمام الاثنين وذبحوا حمام ابن الوزير جميعه وحمام بن السلطان ذبحوا منه البعض وتركوا البعض لما أن رأوه يبكي واليهم من محبته الى الحمام يشكي وقد قصدوا بذلك الرحمة له واطاعة لامر آبيه (قلما نظر الي ذلك ابن الوزير صعب عليه وكبر لديه وصار الي عند أبيه وقال له يا أبى الملك المقتدي آمر بنبح حامنا وقد جري من الامر ما هو كذا وكذا ثم أخبره بالقصة من آولها الي آخرها فاطلمه علي باطنها وظاهرها فلما سمع العلقمى ذلك من كلام ولده افتاظ غيظا شديدا ماعليه من مزبد وقال فى فى نفسه كيف ان الملك يهين ولدى ويكرم ولده ولكن لابد ان أستطع له شيئا يذهب به ملكه ويفي به هزه وسوف أحرض عليه الملوك وكل في ومملوك ثم أن الوزير صار بدبر امره في ذلك وانه يريد أن يسقى الملك كاس المهالك ياسادة فهذا ما جري هاهنا واما ماكان من أمر آمير المؤمنيان شعبان المقتدى فانه بات ليلته ولم يكن هنده خير مما دبر الوزير . فلما ان كان عند الصباح نزل الي الديوان وجلس هل كرسي مملكته واحدقت به ارباب دولته ورؤوس عشيرته والوزير محمد الملقمى الى جانبه يتمنى له الملاك ويريد آن يوقعه من سوء الارتباك ثم ان الخليفة شعبان المقتدي نظر الى الوزير فآخفى عليه حاله وما هو عليه من أحواله ونظر منه هين الغدر وهو ناوى له على الشر فالتفتت اليه وقال له ياأبرأهيم ما لي أراك معبس الوجه وآظن انه قد صعب عليك من حيث أمرت بذيح الحمام فقال يا امير المؤمنين آمرك مطاع وجميع ماشرطته يستطاع فالامر أمرك ولانقدر تخالف مقالك فانت خليفة الله فى الارض ذات الطول والعرض ثم شكره واثنى عليه ودعا له فأمر له الخليفة شعبان المقتدي بخلعة
Page 3