وقد أدعى وراثته وخلافته بداية أحد أبنائه الصغار المسمى بالحسين المهدي لدين الله(1). دعا الحسين لنفسه في صفر عام 401ه/ سبتمبر - أكتوبر 1010م، ووجد أنصارا بين قبائل وعشائر حمير وهمدان وأهل المغارب. واستطاع كوالده السيطرة على صعدة وصنعاء لفترة قصيرة. وما لبثت المعارضة له بين أعقاب الهادي والأشراف الآخرين أن تزايدت وخاصة بعد أن تجاوز دعوى الإمامة إلى ادعاء المهدية، وبذلك وضع نفسه فوق كل الأئمة السابقين. وانقلبت القبائل ضده فقتل في معركة عنيفة مع همدان، قاتل فيها مثل "أسد مغضب"(2)، بذي عرار على مقربة من ريدة في الرابع من صفر 404ه/ 15 أغسطس 1013م(3). لكن الاعتقاد بمهديته لم يمت مع موته في المعركة السالفة الذكر. إذ ظل كثيرون من أنصاره ينكرون موته(4) ، ويتوقعون رجعة سريعة له يملأ فيها الأرض عدلا كما ملئت جورا. ولهذا السبب فإن أقاربه الذين ثاروا من بعده لم يدعوا الإمامة بل ظلوا يعتبرون أنفسهم أمراء ووكلاء عن الإمام الغائب مستعدين للتنازل عن السلطة، وتسليمها للمهدي لدين الله بمجرد ظهوره. وقد عرف أتباعه والمتحزبون لمهديته بعد وفاته بالحسينية أو الشيعة الحسينية، وهو اسم كانوا يستعملونه هم أيضا علما عليهم كما تظهر السيرة التي بين أيدينا(1).
Page 4