وفي مطلع العام 468ه/ أغسطس 1075م استولى على الشريف الفاضل من جديد غرامه القديم بالزراعة، وقرر أن يحول منطقة عمران بوادي الخارد(1) من جديد إلى بيئة رزاعية لصالح المسلمين والإسلام. وهكذا جمع عمالا ومتطوعين واستعدادت أخرى، ومضى إلى تلك المنطقة بحريمه وخيله ومتطوعيه، آخذا على بني الدعام أهل تلك المنطقة العهود والأيمان بحسن الجوار. وقسمت منطقة عمران إلى ثلاثة أقسام، الثلث الأول لبني نهم، والثلث الثاني لبني الدعام وبني نشق، الذين كانت لهم المنطقة في غابر الزمان(2)، والثلث الثالث للفاضل وذي الشرفين. وبقي ذو الشرفين بشهارة مع أتباعه ورفاقه. ولم يكن بعض بني نهم راضين عن الثلث الذي جعل لهم، وقد عبروا عن عدم رضاهم بإشعال النيران على جبل قريب. وتلقى الفاضل من جديد أيمانا وتأكيدات من بين الدعام بالحماية وحسن الجوار واستقر بعمران. ولم يكد الفاضل ينتهي من جر ساقية ماء، ودرب للمساكن بالناحية حتى هوجم من جانب بعض رجال القبائل وقتل في 23 صفر 468ه/ 5 أكتوبر 1075م(3). وعلى مقربة منه قتل الشريف القاسم بن إبراهيم بن سليمان، وسلبت أفراسهم وأسلحتهم. أما محمد ابن الشريف الذي كان حينها في السكن مع الحريم فقد أخذ مع الحريم من جانب رجال القبائل مع سلاحه وخيله. وتوبع القتلة السالبون تلك الليلة من جانب الجحاف بن مانع ونباتة بن ربيع الدعاميين، حيث نجحا في إطلاق سراح محمد والحريم. ودفن الشريفان المقتولان أولا بحوث لدى الحسن بن الدعام(1). وتذكر غاية الأماني أن المكرم الصليحي كان وراء حادث الاعتداء. أما مفرح فلا يذكر شيئا عن الصليحيين، ويعتبر نهما وبني الدعام المسؤولين الوحيدين عن ذلك.
Page 32