فسوف ترون من قتالي العجائب وما تأخرت عن البراز إلا احتقارا بالعرب وأنتم تعلمون ما أعطيت من البسالة والاقدام فاطمأن بال ورقا وسكاما عند سماعههما كلامه وأملا بالغد أن ينالا الفوز والظفر ويأسر غيتشم فرسان العرب ولذلك باتا باطمئنان إلى أن كان صباح اليوم الثالث ضربت طبول الحرب والكفاح وتقدمت أبطال الطعان والنطاح فاصطف الصفان ووقف من الجحانبين الفريقان ينتظران الأمر بالحملة على بعضهم لبعض وقبل أن يتم ذلك سقط غيتشم إلى وسط الميدان وهو فوق عال واسع الصدر عريض الكفل صبوح الوجه قوي القوائم أدهم اللون كأنه النجمة في الليلة المظلمة وعليه من الحديد درع متين لا تخرقه الرماح ولا السيوف ولا تبليه الأجيال وألوف الأجيال وزردية ضيقة العيون ممبوكة بترتيب وانتظام إلى غير ذلك من السلاح الذي لا يحمله إلا كل بطل صنديد وفارس مجيد وقرم عنيد . وبعد أن صار في الوسط صال وجاب في ساحة المجال حتى حير عقول الرجال . ووقف في الوسط ونادى يطلب براز الأبطال ونزال الفرسان من عشرة وعشرين وما أتم كلامه حتى صار-أصفران الدربندي أمامه وتجاول وإياه أعظم محاولة وتطاولا أشد مطاولة وتضاربا أقوى مضاربة وهما بين اجتماع وافتراق واختلاف واتفاق تارة يتضاربان بالبيض الرقاق وطورا يتطاعنان بالسمر الرشاق إلى ما بعد الظهر فتكدر غيتشم من ثبات خصمه بين يديه فصاح به وانحط عليه وضايقه كل المضايقة واختطفه من بحر سرجه وأخذه أسيرا وقاده إلى قومه ذليلا حقيرا ثم عاد إلى وسط الميدان وإذا بالأمير بشير قد فاجأه وصاح به وحمل عليه واقتتل وإياه عدة ساعات ثم أخذه أسيرا وشده إلى رفيقه وعاد إلى مكانه يريد البراز فصدمه مباشر أخو الأمير بشير ودار بينه| دولاب القتال إلى الزوال فأخذه أسيرا ورجع إلى قومه وهو بمزيد الفرح ورجع العرب بهم زائد نما الحق بفرسانهم في ذاك النهار وما منهم الا من يتمنى أن يأتي اليوم القادم ليبرز إلى غيتشم ويقصف عمره وينبي أمره ولا سيما أندهوق بن سعدون والمعتدي حامي السواحل وقد ظن كل واحد منه| أنه في الغديبرز إليه ويأخذمنه بالثأر ويمحو العار .
قال وما كان صباح اليوم التالي نمض العرب والمصريون وتقدموا إلى ساحة القتال واصطفوا حسب العادة فبرز غيتشم صاحب دمياط وصال في الوسط وقبل أن يتم كلامه برز اليه الأمير عقيل فارس العرب وتقاتل وإياه مدة من النهار وقبل أن صار الظهر أخذه أسيرا وقاده حقيرا وفي الحال صارت تبرز اليه الرجال من سادات العرب أصحاب حمزة الأاخصاء أي الثمانمائة الذين تربوا معه وكان كل واحد يعد بألف فارس غير أن غيتشم .طال عليهم واستطال وما جاء الزوال حتى أسر نحو عشرة رجال ورجع كأنه الأسد الرثبال وقد ظن أن لا أحد من عساكر العرب عاد يقدر عليه أو يثبت أمامه واجتمع بسكاما وورقا وقال لما قد هان علينا الأمر وأسرنا كل فرسان العرب ولم يبق علينا إلا القايل
"1
Unknown page