الطريق على الفارس الذي يأتيهم في المساء ولا يدعه أن يصل إليهم وأقام حمزة وعمر باقي تلك الليلة في ذاك المكان وعند الصباح خرج من الصيوان ونظر إلى فسيح ذاك البر من الجهة التى غاب فيها الفارس وإذا به قد أقبل فوق جواده كأنه الأسد الكاسر وهو يتقلب على عرش التفاخر والمباهاة معتزا بنفسه يلاعب حصانه على أربعة أركان ذاك السهل فسر الأمير عندما رآه وأسرع في الحال إلى سلاحه فأفرغه عليه واعتلى على ظهر جواده الأصفران كانه قطعة من أعالي جبال لبنان تنجلي للناظر من كل مكان وهي ثابتة لا.تتحرك قط ولا تزعزعها الصواعق ولا الزوابع ومن خلفه عمر وقد التصق بجواده ينطلق كانطلاقه ويسير كسيره .
ولم يكن إلا قليل من الوقت حتى وصل ذاك الفرس إلى أمام حمزة فتبينه وإذا به.مربوع ١ التقاطيع عريض الأكتاف واسع الصدر ضارب على وجهه اللثام لا يظهر منه سوى عينيه وهو غاطس في بحر من السلاح غريق به إلى ما فوق رأسه ولا قرب منه قال له أهاد وسهاد بالأمير حمزة فارس برية الحجاز ومجبي الأموال من البلدان لقد وصلت إلى مط رحالك وانتهيت إلى منتهى اجالك فاليوم تعرف مقدرة الفرسان وتفاوتها عن بعضها البعض وتعرف قدرك بين الفرسان وقد وقعت في يدي ونويت أن لا أدعك تنجو إلا إذا كنت تقدر عل وتقتلني أو تأسرني فقال له الأمير حمزة سوف يظهر لك الحق من البطلان وتعرف أن الأمير حمزة ليس كغيره من الذين لاقيت من الفرسان فأخبرني أولا عن نفسك ومن تكون من الرجال والأبطال فأجابه أن المعتدي صاحب الغارات المشهورة والأفعال المذكورة والمحامد المأثورة من ذل لقائم سيفي كل جبار عنيد وبطل صنديد وذل بين يدي أساد الغاب حتى أصبحت عندي كالكلاب إذا سمعت ذكر اسمي ارتجفت أو رأت شخصي نخافت وارتعدت . فقالله لو كنت كما تقول ما سلكت سبيل الغدر وأتيت معسكرنا على حين غفلة ونحن نيام بل كنت أتيت في وسط النهار وأظهرت شجاعتك على مرأى من الكبار والصغار . قال لم يكن قصدي الافتخار ولا أريد أن أقاتلك أمام الجميع بل على انفراد وكان قصدي أن أجرك من وسط قومك إلى قتالي .
ثم إن المعتدي أشهر في يده الحسام وانحط على الأمير حمزة انحطاط أساد الآجام .
فالتقاه بقلب أشد من الحديد وأقوى من صلابة “الخلاميد واضطرمت أفتدته) غيظا وحئقا . وتسارعا إلى الفور جريا وسبقا وتضاربا بالسيوف وتطاعنا بالرماح وتصادما مصادمة أساد البطاح . وهما تارة يفترقان وطورا يجتمعان حتى حجبهما الغبار عن الأبصار وأخحفاهما في ظله ليقيهما من حرارة شمس النهار فلم يكن يرى إلا لمعان سيوف تظهر من خلال ذاك الغبار وتطاير شرار كالشهب في ظلام الاعتكار ولم يكن يسمع إلا تغبدات وتنفسات وتصعدات وهمهمة ودمدمة وبربرة وترترة . وبال حقيقة أنهها كانا بطلى ذاك الزمان وميزان عزه الزائد الرجحان لا يوجد شبيها لما بين الإنس ولا بين الجان . فلله در | ك1 ٠
Unknown page