حياتنا وإذا كان الأعداء يضمرون له شرا فهو قادر على التتخلص منبم وموتهم وقلع آثارهم من هذه الدنيا وبعد ذلك يعيش طيب البال ويصفولي وبه الزمان . ولما قوي في رأسها هذا الخاطر وطدت العزم عليه ونوت أنه إذا أجاب أبوها طلب حمزة في هذه المرة واهتم بأمر الزفاف كان خيرا وإلا سألت حمزة أن يقتل بختك ويذل أبيها ويأخذها بالرغم من كل عدو وكان الحب العجيب والغرام القتال الذي كانت عليه يزين لما أن الموت والعذاب والإهانة والذل لا تحسب بشيء بالنسبة إلى تلك السعادة التي تعد نفسها على الدوام وتطلبها من الله سبحانه وتعالى وكان حالها من هذا الوجه كحال فتاة أحبت حبا عظيا ثابتا وتأملت أملا وطيدا بأنها ستكون زوجة لمن أحبته وتصرف أيامها معه على الهناء ولذة المعيشة غير أن هذا الأمل لا تلبث أن تظهر نتيجته أما تحقق امالها فتصادف ما كانت ترجو ويطيب لما معاشرة ذاك الزوج ودواء القرب منه وتزداد المحبة من جرى حلاوة تلك العيشة وأما بعكس ذلك أي أنه تيب تلك الآمال وتصادف الفتاة عذاب المعيشة وكدر المعاملة ويضعف ذلك الحب تدريا إلا أن يصير بغضا .
فهذا ما كان من مهردكار وأما ما كان من الأمير حمزة فإنه لما قرب إلى المدائن بعث بكتاب إلى الملك كسرى مع عياره عمر كما تقدم الكلام فلم| رجع إليه أخبره بما كان وما سمع وبقي سائرا حتى وصل إلى المكان الذي كان العرب به قبلا فأمر جيوشه أن تضرب خيامها كل فئة في جهة على حدة فانتشروا في تلك النواحي انتشار النجوم في السماء وضربوا خيامهم ونزلوا فيها وسرحوا خيولهم وكان الأعجام قد خرج منهم كثيرا نساء ورجالا للفرجة عليهم وقد تعجبوا منهم ومن انتظامهم وادامهم وتربيتهم ونظروا إلى اندهوق وهو على فيله' الأبيض كأنه الأسد الضرغام وصرفوا ذاك النهار في الخيام للراحة والمنام وفي صباح اليوم الثاني دعا الأمير حمزة إليه أندهوق بن سعدون وقال له أنت تعلم انني يا أخي ماسر ت إلى بلادك إلا لأجل غاية واحدة وهي الإتبان بك إلى ديوان كسرى والآن قد وصلنا إلى المدائن ومرادنا في هذا اليوم أن تدخل على الديوان وحيث قد سبق مني بمينا أريد منك أن تسلم إلي نفسك فأقيدك وأذهب بك فقط إلى كسرى ومن ثم أطلقك . قال إني أسلم إليك نفسي عن رضا وان كان يصعب عل أن أكون مقيدا في محفل كديوان الملك كسرى مع اني لم أذل زماني قط ولا أرضى أن أكون مقهورا مع غيرك . فأمر الأمير حمزة أخاه عمر أن يربط يدي الاندهوق ويقيده كا لو كان أسيرا عنده وعدوا عاملا على عناده فعل عمر حالا وربط اندهوق وركب الأمير حمزة على أصفرانه وسار مع الملك النعمان ومعقل البهلوان وباقي الأبطال والفرسان وقد سحب عمر من خلفه اندهوق ماشيأ وقاد الفيل الذي يركب عليه إلى جانبه لعله في بحال رجوعه سيكون عظيأمكرما لا أسيرا ذليلا كا أدخل وداموا في مسيرهم إلى أن دلوا باب المدينة والناس عليها أفواجا أفواجا يزدحمون للفرجة على الأمير وأسيره ٠ شن ١
Unknown page