فلما عزم على القيام أمر الشريف الأجل أحمد بن محمد بن حاتم والشيخ المذكور جماعة من أصحابهما، وانتهز الفرصة ونهض من منزله من ذيبين على خفية من أكثر الناس إلى وقت النهوض، فسار معه من الشرفاء الأجلاء الأنصار آل يحيى بن حمزة بن أبي هاشم، والأمراء آل سليمان بن موسى آل علي بن حمزة بن أبي هاشم عدة من وجوههم وفتيانهم، وكان عدة من سار معه من الشرفاء الأجلاء آل يحيى بن حمزة والأمراء الكبراء آل سليمان بن موسى من عيال علي بن حمزة بن أبي هاشم في نيف وخمسين رجلا من جيرانهم وأخدامهم، وكان هؤلاء الشرفاء ممن عظم شأنه أولا وجاوره من سنة خمس وثلاثين وستمائة فاختص بهم من دون أهله وحل بينهم، وأنكح أخته الشريف يحيى بن القاسم، ونكح ابنتي الشريف الأمير الكبير الحسين بن القاسم الحمزي واحدة فماتت عنده، ونكح الأخرى وماتت عنده، وأقام عندهم إلى وقت قيامه إحدى عشر سنة أو نحو ذلك، وكانوا بطانته وخاصته وأحب الناس إليه، وهو أحب الناس إليهم، وقبل قيامه بسنة أو نحو ذلك أيضا استدعاه الشرفاء الأجلاء آل أحمد بن جعفر ببراقش، فسار إليهم في جماعة من شيعته فتلقوه بالإنصاف والتعظيم، ونكح فيهم ابنة الشريف الأجل محمد بن فلسة بن سناء القاسمي وهو من عيونهم ووجوههم ووعده بالنصرة بأنفسهم وأموالهم، وكذلك من كان لهم حليفا من نهم وغيرها، وكانت له فضائل عندهم تبهر من سمع بها، وتعيين من تقدم من الشرفاء الأمراء الكبراء محمد بن سليمان بن موسى بن داود بن علي بن حمزة، وأخوه علي بن سليمان بن موسى، والشريف الأجل جعفر بن تورات بن القاسم بن محمد بن القاسم بن يحيى بن حمزة، وعلي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن يحيى بن حمزة، ومحمد بن القاسم بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن حمزة، ويحيى بن علي بن حمزة، وأحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن يحيى بن حمزة، ولم يكن معه من أهله وأقاربه إلا الشريف الأمير أحمد بن القاسم بن جعفر بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن يحيى بن علي بن القاسم بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله، فأخذوا ليلتهم وهي ليلة السبت الثاني عشر من شهر صفر سنة ست وأربعين وستمائة فأصبحوا في موضع في أعلى البون يقال له (صليت)، ثم تقدموا فلقيهم المشائخ الأجلاء بنو وهيب إلى نجر، تقدمهم الشيخ المكين عمرو بن علي الوهيبي في إخوته وأولاده، فرحب بهم وأكرمهم وأحسن ضيافتهم، ولم يلبثوا أن دخلوا وادي يعود فتلقاهم أهل ثلاء أرسالا، وكل من لقيه قبل كفه وحمد الله على قدومه، ودعوه باسم الإمامة من ساعته قبل أن ينشر دعوته، ولم تزل العصب من ثلاء عصبة بعد أخرى حتى اجتمع إليه عسكر، ودخل ثلاء في موكب فتلقاهم الشيخ الكبير سيف الدين منصور بن محمد الحميري وأولاده وبنو عمه، ونزلوا في الدار المشهور بمدينة ثلاء، وأحسن كرامته وكرامة أصحابه، وبلغ في إنصافهم الغاية، ووصل أهل تلك النواحي القريبة، فلما كان اليوم الثاني وهو يوم الأحد الثالث عشر من صفر اجتمع إليه المشائخ الأجلاء آل منصور بن جعفر وعرضوا عليه نفوسهم وحصونهم وبذلوا النصرة من نفوسهم، والقيام والجهاد في سبيل الله، فحينئذ تعين عليه القيام بأمر أهل الإسلام لتكامل الخصال ووجود الناصر ووجوب الحجة، فدعاهم من ساعته بعد صلاة الظهر إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والأمر بالمعروف الأكبر والنهي عن المنكر، ومنابذة الظالمين وجهاد الكافرين والإنتصاف للمظلومين من الظالمين، فلبوا دعوته وأطاعوا أمره، وبذلوا له الأموال والأرواح، وسابقوا إلى بيعته بعد أن علموا بأقوال عيون العلماء وشهادتهم بتكامل الخصال فيه.
Page 86