ونبذل دونه مالا ونفسا .... وجاها في الأنام فذاك دون ولم نؤخر ذكرهما وهما أولى الناس بالتقديم إلا على وجه السهو، وأيضا فإن الفقيه الإمام حسام الدين والشيخ العالم جمال الدين كانا أكثر مباشرة وأعظم خبرة وإن كان كماله ظاهرا، وهذا الأمير العلامة شيخ العترة جمال الدين[25أ-أ] علي بن الحسين بن يحيى بن يحيى ممن نص باجتهاده، وأذن له في إصلاح كتاب: (القمر المنير) والتزم بإمامته، ومات في صدر منها وهو رحمه الله إمام الفروع الشرعية، وعلامة اليمن بل أوحد الزمن.
وممن ظهر منه التزام أحكام الإمامة والدخول فيها السيد الإمام الحسن بن وهاس بن أبي هاشم، وصنوه السيد العالم محمد وغيرهما من أهلهما، وممن كان يتكلم ويشهد بكماله الفقيه العلامة الحافظ المجتهد بقية السلف محيي الدين علي بن يحيى الفضيلي رحمه الله فكان على كبر سنه وسعة علمه يشهد بكماله على أعواد المنابر، ويدعو إليه البادي والحاضر، بعد أن بحثه وخبره في غوامض الفنون، ولم يزل مرابطا معه في الثغور إلى أن مضى إلى رحمة الله، وكذلك ولده الحسن.
وممن أغرق في مدحه ووصفه وبايع بيمينه له بشماله ودعا إلى إمامته، وكان ترجمان الباحثين ولسان الناظرين الشيخ العالم محيي الدين عطية بن محمد النجراني، وسار إلى الجهات الحرازية داعيا وحضر المواطن وأخذ العطاء وهو صاحب المسائل التي أجيب عنها بنهاية الإرشاد.
ومن جملة من كان يشهد بإمامته وصحة زعامته الفقيه العالم شرف الدين الحسن بن البقاء التهامي وتولى منه القضاء وحكم وأمضى، وأجرى الأحكام، وتناول المخالفين عليه بالنثر والنظم، ومدحه بالنظم، وشهد على نفسه بشهادة لا يستقال في مثلها، وبايع وشايع وتابع، وقال بأحكامه، وفعل بأوامره ونقضه وإبرامه.
ومن جملة من بحث وعرفه صغيرا وكبيرا، وشابا وكهلا، والتزم بإمامته، وأمضى أحكامه القاضي ضياء الدين محمد بن يحيى الصنعاني.
ومن جملة من شهد بفضله وبإمامته ويعلن بكماله، وأنه غرة أهل زمانه، وأوحد عصره وأوانه الشيخ الحافظ المحدث محيي الدين علي بن حميد بن أحمد بن الوليد.
وممن شهد باجتهاده، وبكامل خصال الإمامة فيه الفقيه الإمام العالم المجتهد حسام الدين عبدالله بن زيد بن أحمد العنسي ولم يزل رحمه الله على ذلك إلى أن مضى الإمام شهيدا حميدا.
Page 78