هو البحر من أي النواحي أتيته .... فلجته المعروف والجود ساحله وله من ثقابة الرأي ورصانة الحلم ورسوخ النظر ويقنة القلب ما هو ظاهر السبيل واضح الدليل، وكانت الدعوة الشريفة يوم الأحد الثالث عشر من شهر صفر من شهور سنة ستة وأربعين فبعث بها إلى الأميرين الكبيرين إلى قوام، فلذا اقتصرنا على هذه النكتة، والقليل داعية الكثير، ولمعان البرق يشير بالنوء المطير، والهدي من تنور ناره اتبعه، والحياء من شام برقه انتجعه، ثم على إثر ذلك فإنكم أعزكم الله جديرون بأن تهز هذه الدعوة المباركة المهدية من أعطافكم جذلا، وتكرعون من وردها الريان وحوطها الطفحات نهلا وعللا، فشمروا رحمكم عن سوقكم في تلقاء دعاء ابن نبيكم بالإجابة الحسنة والمشايعة المستحسنة، جامعين في ذلك بين محمدة الأولى وثواب الأخرى، فإنها لكل مؤمن ضالة منشودة، وبغية مقصودة، وقد علمتم ما أخذ الله تعالى على العلماء من الأمانة الثقيلة، وحملهم من العهدة الجليلة في هداية جماهير العوام وإلزامهم عروة الدين التي ليس لها انفصام وهي طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة ولي الأمر القائم من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينجو من عند عن منهاجه، ولا يهلك من أخذ في فجاجه، قال الله عزوجل: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}(1).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم ))(2).
وقال عليه السلام: (( لا تزال قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أفناه، وعن عمره فيما أمضاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وحبنا أهل البيت))(3).
ولا شك أن إنسان عين العترة وذروة تاجها، وبدر تمامها، وصاحب أمرها هو إمام الحق والحجة على الخلق، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى))(4).
Page 74