رواية أخرى ومنام آخر بإسناده إلى الفقيه حنظلة بن أسعد عن الإمام المهدي في مدة الدرس قال: رأيت كأني أسابق الأمير عز الدين محمد بن الأمير شمس الدين بن الإمام المنصور بالله عليه السلام حتى أشرفت أنا وإياه على صحراء من الأرض في أسفلها قصر للمنصور عليه السلام قال: فسابقت حتى دخلت القصر قبل صاحبي، وصعدت أعلاه، ثم أشرفت من أعلاه وصاحبي لم يدخل بعد.
وهذا ما اتفق من المنامات عند التعليق، وفيما أحسب أن ما لم
يعلق أكثر مما علقناه، والله الموفق والمعين.
(فصل)
وأما القسم الرابع فيما ذكرنا من فضائله وبركاته في النذور وما يجري مجراها من الدعوات، والكتب والمسح بيده المباركة على ذوي العاهات والعلل وذوي الأعراض للاختبار والاستظهار، والترجيح للبراهين على صحة إمامته وفضله فاعلم أن هذا القسم مما لا يتسع له كتاب منفرد ولأن ذلك كان أمرا مستمرا من قبل قيامه ثم بعد قيامه، ما كان كالمعجز من قصة التنين اسم رجل بصعدة وحجر سنحان بالعمري من أسفل وادي يكلا وقيام المقعد في ثلاء، وقيام المقعد من أولاد الغز، وغير ذلك، ثم بعد استشهاده وقبره وما شهد به الجم الغفير، والعدد الكثير من الأطهار والمسلمين مما رأوا في جسده الشريف من الآيات، والرائحة التي كأنها العنبر الخام، وروائح المسك عند قبره والآيات والعجائب ما نذكر ذلك في موضعه، ونحن الآن ذاكرون جملا مما كان من بركاته قبل قيامه، ونردفها بما حفظناه عند التعليق بعد قيامه في حياته ليكون الأمر على نسق ونظام.
Page 45