رجع الحديث
فلما رأى أمير المؤمنين هزيمة الناس أمر من كان معه مدد المسلمين، فلما لقيهم أول الهزيمة انهزموا معهم حتى لم يبق مع أمير المؤمنين إلا نفر قليل غير أن ذلك الموضع الذي هو فيه لا يصلح للقتال منه فسار بمن بقي معه إلى هضب يسمى سودة الزافن، وأقام المركز هنالك حتى عاد إليه الناس من الهزيمة، ثم نهض أمير المؤمنين فحط في مدع وكتب إلى أخيه الأمير الكبير سليمان بن يحيى، وإلى الأمراء آل يحيى بن حمزة بذيبين بالوصول إليه، فساروا إليه في عسكر كثيف من الخيل والرجالة سروا ليلتهم حتى أصبحوا في موضع يسمى المأخذ عند قاعة، ثم بلغهم العلم بنهوض أمير المؤمنين إلى حصن حلب واستقراره هنالك وأن القوم ناهضون إلى الظاهر فانقلبوا من فورهم إلى حصن ذروة.
رجع الحديث
ثم أن العدو صاروا من فورهم حتى بلغوا حلملم وتلك النواحي وعاثوا فيها وحطوا على بركة الأسمور، ثم نهض الأمير شمس الدين إلى حصن كحلين إلى عمه الكبير يحيى بن حمزة بن سليمان وجرى بينهما حديث فلم ير الأمير عماد الدين إلا التقية لما استظهر القوم ليستخرج ولده الأمير الكبير أحمد بن يحيى من أسر القوم، فأظهروا أن الأمير أحمد بن يحيى قد صار من جملتهم وافترقوا على ذلك، ثم نهض الأمير أسد الدين في العسكر ثالث وقعة الحصبات أو رابع إلى سودة الزافن وقد كان السلطان الحسام بن صعصعة وإخوته جمعوا جمعا وأصبحوا قد لزموا جيلا يسمى غرعتن مطلا على بيت علمان، فطلع عليهم المجاهدون وخدام الحصون فهزموهم هزيمة عظيمة وطردوهم عنه، فلما رأى أسد الدين ذلك عاد إلى محطتهم بالأسمور وفي خلال ذلك حط معمر بن معد على الجاهلي وحصون الحدم.
Page 338