على زمني وإرضائي يهون
فلم تبقى على العطش الغصون
وأنت وبيننا في الحال بين
فإن أبديته سمت السمين
عليك بحسن رأيك أستعين
وأقام مدة بعد ذلك وكتب إلى الإمام عليه السلام إلى الجنات كتابا وهو من محاسن الكتب في جنسه.
قال السيد شرف الدين: فكتب إلى أمير المؤمنين كتابا يقول فيه: هذا الكتاب شريف من أشرف شريف وهو لمعة من البلاغة ينبغي أن ترعى ولا تلغى، فله خطر ولمنشئه قدر، فليعلق في السيرة إن شاء الله تعالى وهذه نسخته -أعني كتاب الأمير شمس الدين.
بسم الله الرحمن الرحيم
(المملوك والده يخدم المقام العالي النبوي المهدي سلام الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأدام على المسلمين رواق ظله، ولا أخلاهم عن كريم عفوه وحميد عدله، أدامه يدين لها الأقدار بالإقتدار ويمكن له غرة الأدلة والإنتصار، بخدمة إخلاص عقودها محكمة، ومعاقدها بالولاء الصريح معلمة، وسوابقها في ميدان الطاعة مقدمة، وينهي ما هو عليه من مواصلة دعاء يرغب إلى الله تعالى في تقبله وقبوله، ويبتهل أن يدني له في إجابته غاية سؤله ونهاية مأموله، وضراعته أن يبسط الله تعالى في البسيطة قدرته، ويتم عليه وبه من نعمته، وينفذ في آفاق الأرض كلمته، ويشرفه ويشرف إليه شرفا تتضاءل دونه المراتب كما جعل طاعته وطاعة آبائه عليهم السلام من مفترضات الرواتب، فهو ولي بتبليغ رجاه ومناه، وإدراك غاية ما نواه، وهو يسأل أجراه في العادة الحسنى في التشريف بسالح المراسم الممتثلة والمكاتبات الكريمة التي هي بالمناجح مقبلة، وللآراء النبوية فضل السمو والقدرة إن شاء الله تعالى، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
Page 274