216

Sīrat Abī Ṭayr

سيرة أبي طير

أخبرني من أتى عليه [70أ-أ] من العمر قريبا من المائة السنة أنهم ما رأوا مطرا في تلك النواحي قد وقع كذلك، فلما نهض أسد الدين أمر أمير المؤمنين عليه السلام الأمير شجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم بحفظ مدينة صنعاء في رتبة من الخيل ونهض أمير المؤمنين من ساعته معارضا لأسد الدين محطة بمحطة، فلما وصل أسد الدين إلى شعسان أغار من خيل الإمام في المحطة وحط أمير المؤمنين بموضع يسمى حافد من بلاد السلاطين الأجلاء بني شهاب فلما علم أسد الدين أن الأمر قد صعب عليه عاد قافلا فحط في موضع قريب من جبل براش إلى جهة المشرق وأمير المؤمنين في حافد إلى جهة المغرب فنهض أمير المؤمنين فعاد إلى بيت بوس فحط في الهضب ما بين القرية والمزرعة في أيام مطارة فنبت في الأرض من الشجر والبقل ما لم ير مثله فيما مضى حتى كانت الأرض روضة خضراء يرتع الفرس في مكانها وذلك من بركات أمير المؤمنين سلام الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، ومما قيل في فتح صنعاء من الأشعارمن ذلك قول بعضهم في أثناء قصيدة:

ولقد جرى لك من إلهك ما جرى

من قصم أركان الطغاة وهلكهم

وفتحت صنعاء وهي خير مدينة

ولسوف تملكها على رغم العدا ... ما فيه مزدجر لكل معادي

يا ابن الكرام السادة الأمجاد

فتحت على أعدائك الأكراد

ما بين أرض الهند أو سنداد

وقال الأمير الكبير صفي الدين الحسن بن على بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم رضي الله عنه:

لقد آن يا صنعاء أن تتبدلي

وأن ترفضي لبس السواد وتتركي

وأن تسبقي بغداد بالفتح إنني

وحسبك بالمهدي في كل حالة

فقد أغريت بغداد إن سوى الذي

ونادت إلى المهدي أهلا ومرحبا

فلا تجمحي إني أحاذر صولة ... بسيد الغضا ليث العرين الغضنفرا

مدى الدهر في الأيام ما كان منكرا

أرى حظ أهل السبق أعلى وأوفرا

إماما إذا ما أورد الأمر أصدرا

بها من بني العباس قد صار أجدرا

وأعطته عن طوع سريرا ومنبرا

Page 227