قصة استيلاء أسد الدين على أهل ضبوة
لما اشتد بهم الأمر وانقطعت عنهم الغارة وهم في غير موضع يمتنعون فيه ولا فئة يرجعون إليها دارت بهم المحاط بعد قتال عظيم قبل ذلك قتل منهم أي من المجاهدين خمسة نفر منهم أربعة من سنحان الذين هم أهل ضبوة وأذم أسد الدين على الأمراء الكافة وأعطاهم سيفه وأنهم لا يعترضون، فلما خرجوا إليه قبض عليهم ولم يراقب إلا ولا ذمة وتلك شنشنته التي عرف بها، فأسر الأمراء المذكورين وأسر الشيخ أحمد الرياحي وأسر عدة من المجاهدين وفلت البعض وأمر بالأمراء إلى براش وفرق كثير من المجاهدين في الحبوس وتعمدهم أعداء الله بالعذاب والنكال وأمر أسد الدين أن يقيد الأمراء الفضلاء فقيدوا، فلما علم أمير المؤمنين بذلك ساءه وأمر إلى أسد الدين وأقسم لئن لا يفك القيود عنهم ليأمرن بقيد ولده المرهون في بيت ردم وليشددن عليه العقوبة فندم أسد الدين وأمر بفك القيود عنهم وكان بعض الأمراء الحمزيين يأمر بالتشديد على أصحابه ويحصن الغز عليه لينال بذلك عندهم منزلة وجاها حتى انتهى الأمر إلى أن جعل عليهم حراسا كيلا يستعميلون خدم براش.
Page 217