رجع الحديث
قال السيد [53ب-أ] شرف الدين يحيى بن القاسم رضى الله عنه: كنت يوم الوقعة في جهة ذيبين، فلما بلغ العلم بما كان من وقعة قارن اغتم الأمراء أهل ظفار لذلك تحققوا أن الإمام غير متأخر من الظاهر، ثم إني بادرت بالوصول إلى بين يدي مولانا إلى حلملم لامتثال أمره فأمرني بالنهوض في عسكر إلى حجة لقبض حصني من حصون المشائخ الأجلاء بني حجاج وهما القلعتان بين الظفير والحربون سلمهما الشيخان الأجلان الكبيران إبراهيم وعلي ابني مسعود بن حجاج إلي قبضتهما واستخلفت فيهما خداما للإمام، ثم أمرني بالتقدم إلى جهة مبين لاستنفار أهل مبين فامتثلت أمره وطالعت المشائخ بني نظير فأقبلوا إلي ولم نلبث أن نهضنا إلى بين يدي أمير المؤمنين إلى حلملم، فلما وصل المشائخ المذكورون سلموا على أمير المؤمنين وسلموا إليه شيئا من البر والنذور والمعونة للجهاد من الدراهم والمطارف الحرير وغير ذلك فشكر أمير المؤمنين صنيعهم ودعا لهم، وبلغ العلم إلى أمير المؤمنين بما كان من الأمراء الحمزيين من نزول الجوف وأسر الأمير الكبير حمزة بن سليمان بن موسى، فأزمع على النهوض.
قصة نهوض الإمام عليه السلام إلى الظاهر
قال الراوي: لما مضى من وقعة قارن اثنان وعشرون نهارا نهض أمير المؤمنين في العساكر المحشودة وذلك يوم الأربعاء، فنشرت الرايات وحركت النقارات والطبول، وسار الناس في أحسن هيئة وأجمل سمت، فأمسى الناس ذلك اليوم بقرية الهجر وتلك النواحي، ونهض من الغد فأمسى في موضع يسمى الأبرق محل قوم من صنبار حصين على رأس الجبل فوق بيت سهير المعروف، فلما بلغ العلم إلى ظفار أوقدوا نارا في رأس ذروة أمارة للأمراء بالجوف يشعرونهم بإقبال الإمام إلى الظاهر.
ثم نهض عليه السلام يوم الجمعة لليال خلون من شهر ذي القعدة سنة سبع وأربعين وستمائة فحط في درب شنع، ثم أقبل اليه قبائل بني صريم ونواحي الظاهر.
Page 170