244

Sira

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

Publisher

الكتب الثقافية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

1417 AH

Publisher Location

بيروت

ثم كانت غزوة ذات الرقاع في المحرم
«١» خرج رسول الله ﷺ واستخلف على المدينة عثمان «٢» بن عفان يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، حتى نزل نخلا «٣»، فلقي بها جمعا من غطفان «٤» فتقارب الناس «٤» ولم يكن بينهم حرب إلا أن الناس قد خاف بعضهم من بعض، حتى صلى رسول الله ﷺ صلاة الخوف، وإنما سميت هذه الغزاة غزاة «٥» ذات الرقاع لأن الخيل كان فيها سواد وبياض فسميت الغزوة بتلك الخيل «٦» .
ثم انصرف رسول الله ﷺ والمسلمون، فبينا جابر إذ أبطأ عليه جمله فقال لحقه رسول الله ﷺ فقال: «يا جابر» ! قال: نعم، قال: «ما شأنك»؟ قال: أبطأ علي جملي، فحجنه رسول الله ﷺ بمحجنه وقال: «اركب»، فقال جابر: ولقد رأيتني أكفه عن رسول الله ﷺ، فقال: «يا جابر! تزوجت»؟ قلت: نعم، قال: «بكرا أم ثيبا»؟ قلت: بل ثيبا، قال: «أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك»؟ قلت: إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج بمن يجمعهن ويمشطهن وتقوم «٧» عليهن، قال: «أما! إنك قادم

(١) في سيرة ابن هشام ٢/ ١٣٤ «في سنة أربع»، وذكره الطبري أيضا في حوادث السنة الرابعة، انظر ٣/ ٣٩، وفيه «وأما الواقدي فإنه زعم أن غزوة رسول الله ﷺ ذات الرقاع كانت في المحرم سنة خمس من الهجرة» .
(٢) وفي سيرة ابن هشام «قال ابن إسحاق: واستعمل على المدينة أباذر الغفاري، ويقال: عثمان بن عفان، فيما قال ابن هشام» .
(٣) من السيرة، وفي ف «نخل» .
(٤- ٤) من السيرة، وفي ف «فتهاربت» كذا.
(٥) في ف «غزات» كذا.
(٦) كذا في ف، وفي الطبري ٣/ ٣٩ «وإنما سميت ذات الرقاع لأن الجبل الذي سميت به ذات الرقاع جبل به سواد وبياض وحمرة فسميت الغزوة بذلك الجبل» وفي السيرة ٢/ ١٣٤ «وإنما قيل لها غزوة ذات الرقاع لأنهم رقعوا فيها راياتهم، ويقال ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع يقال لها ذات الرقاع» انظر معجم البلدان ٤/ ٢٦٨.
(٧) في ف «يقوم» .

1 / 249