Sira
السيرة النبوية وأخبار الخلفاء
Publisher
الكتب الثقافية
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤١٧ هـ
Publisher Location
بيروت
فو الله! لقد صدقني «١» اليوم، فقال رسول الله ﷺ: «لئن كنت صدقت القتال اليوم لقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دجانة» .
فلما كان ثاني يوم أحد أذن مؤذن رسول الله ﷺ بالخروج في طلب القوم، فخرج رسول الله ﷺ واستخلف على المدينة ابن [أم] مكتوم، وقال: «لا يخرج معنا إلا من حضر يومنا بالأمس، وكان أكثر أصحاب رسول الله ﷺ جرحى. فمر على رسول الله ﷺ معبد بن أبي معبد الخزاعي- وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة «٢» رسول الله ﷺ بتهامة- فقال: والله يا محمد! لقد عز علينا ما أصابك ولوددنا أن الله «٣» كان أعفاك منهم «٣» . ثم خرج «٤» فلحق أبا سفيان بالروحاء ومن معه من قريش وقد أزمعوا الرجوع «٥» إلى رسول الله ﷺ وقد توامروا بينهم وقالوا: رجعنا «٦» قبل أن نصطلم «٧» أصحاب محمد، نرجع فنكر «٨» على بقيتهم؛ فلما رأى أبو سفيان معبدا مقبلا»
قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه في طلبكم في جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقا؛ قال: «١٠» ويلك ما «١٠» تقول «١١» ! والله لقد أجمعنا الكرة على أصحابه لنصطلمهم «١٢» . قال: فإني والله أنهاك عن ذلك بهم!
(١) من الطبري، وفي ف «صدقتما» . (٢) من الطبري ٣/ ٢٨، وفي ف «عى مهج» مصحف. (٣- ٣) من الطبري، وفي ف «والله عفاك فيهم» كذا؛ وفي المغازي: أعلى كعبك وأن المصيبة كانت بغيرك. (٤) كذا، وفي الطبري «ثم خرج من عند رسول الله ﷺ بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان ...» . (٥) في الطبري: أجمعوا الرجعة. (٦) كذا، وفي الطبري «قالوا أصبنا جد أصحابه وقادتهم وأشرافهم ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم لنكون على بقيتهم فلنفرغن منهم» . (٧) في الطبري «نستأصلهم»، وفي ف «يصطلم» . (٨) في ف: فتكر. (٩) في ف: مقتلا- خطأ. (١٠- ١٠) في ف: ويلكما. (١١) زيد في الطبري «قال والله ما أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل، قال» . (١٢) في ف «لنصطلهم»، وفي الطبري ٣/ ٢٩: لنستأصل بقيتهم.
1 / 230