وقد كان العالم الإسلامي يستورد من الصين بعد ذلك ضروبا فاخرة من الورق لم يصل المسلمون إلى صنع مثلها. (2) تقليد التحف الصينية
أقبل الفنانون في الشرق الإسلامي على تقليد التحف الصينية، وأصابوا في بعض الأحيان نجاحا يتفاوت مداه، ولا ريب في أن بدء هذا التقليد يرجع إلى فجر الإسلام، وقد ظل قائما حتى القرن الثاني عشر الهجري (18م).
ففي سامرا (3ه/9م) عرف الخزفيون المسلمون مزايا الخزف الصيني، وعملوا على إنتاج خزف يشبهه؛ كما تشهد بذلك القطع الخزفية التي عثر عليها في أطلال تلك المدينة.
3
كما وجد في حفائر الفسطاط، إلى جانب الخزف الصيني الصحيح، خزف أنتجه الخزفيون المصريون تقليدا للخزف المصنوع في الشرق الأقصى.
ويرجع تقليد الخزف الصيني في مصر إلى العصر الفاطمي، فقد حاول الخزفي المشهور «سعد»، ومن نسج على منواله من أتباعه وتلاميذه؛ أن يصنعوا نوعا من الخزف ذي الزخارف المحفورة تحت الدهان، كانوا يقلدون به خزف «سونج» الصيني،
4
ولكن تقليد الخزف الصيني لم تتسع دائرته في مصر إلا في عصر المماليك.
5
وكتب البيروني (المتوفى سنة 440ه /1047م) في كتاب «الجماهر في معرفة الجواهر» عن تقليد الخزف الصيني في إيران، وتحدث عن صديق له في مدينة الري كان عنده عدد وافر من الأواني المصنوعة من الخزف الصيني.
Unknown page