وصاح مراد: يا خبر أسود. - لا أسود ولا أبيض هذه سياسة، والأحزاب الأخرى تعمل مثلنا. وهناك المصاريف الإدارية في الحزب مثلا.
وهنا أراد دياب أن يعرف رأسه من رجليه وسأل الباشا في حسم: كامل الزيني يدفع للحزب كم جنيها يا معالي الباشا؟ - المبالغ لا أعرفها، ولكنه يدفع مع الاشتراك مبلغا محترما فيما أعتقد. - أنا يا باشا أدفع ضعفي ما يدفع.
وتجلت الفرحة على وجه مراد، وقال في شجاعة: نحن سننجح يا باشا، وكامل لم ينجح مرة واحدة في حياته، ما رأي معاليك؟ - توكلنا على الله، على فكرة أنتما مدعوان لفرح نديم يوم الخميس القادم.
وصاح مراد: وهو ما زال في الكلية. - ابنة عمه وواضح أنهما متفقان، فقلت بدلا من أن تشغله عن المذاكرة يتزوجها.
وقال مراد: على بركة الله يا معالي الباشا ولو أنني أرجو أن تبلغ نديم أني عاتب عليه. - لماذا؟ - أنا أقرب صديق له وأعرف الخبر من معاليك. - إنه لم يبح لأحد مطلقا. لا بد أن تحضر الفرح.
ولم ينس الحاج دهشان أن يرسل إلى الباشا عشرة خراف نقوطا لتذبح في الفرح.
7
حين خلا مراد إلى أبيه قال الحاج دياب: استرحت؟ - كيف؟ - ألم يعد الباشا؟ - أتظن أن الحكاية انتهت هكذا؟ - على الأقل مؤقتا إلى أن تأتي الانتخابات. - يا ابا الحكاية أكبر بكثير مما تظن. - يعني يا ولد أنت ناوي تعلمني الانتخابات، وأنا فيها منذ بدعوا الانتخابات في البلد؟! - أنت فيها بأن تعطي صوتك، وهذه أول مرة ترشح فيها. - أتريدني أن أعلن ترشيحي من الآن وأصبح مضحكة. - لا يا ابا، لا إعلان ولا يحزنون. - فماذا تريدنا أن نعمل؟ - نعمل. - ماذا نعمل؟! - أصحابك في البلاد تزورهم. - هكذا من غير مناسبة. - زيارات ودية، أما المناسبات سواء كانت مآتم أم أفراحا فلا تفوتنك منها واحدة. وتدفع في الأفراح نقطة كبيرة، وإذا كان صاحب المأتم رقيق الحال. نغمزه بكم جنيه ليواجه أعباء الوفاة. - من الآن يا ابني؟ - بل من الأمس يا ابا.
وأعجبت الإجابة الحاج دياب فراح يقهقه ملء فمه، ثم قطع الضحكة وهو يقول: ولكن الأمر سيكلفنا كثيرا يا ولد. - ليس هناك مال يساوي أن تصبح عضو مجلس نواب.
ولم يستطع أن يكتم آماله فإذا هو يقول في تسرع الشباب: والذي سننفقه اليوم جنيها سنجمعه غدا عشرة.
Unknown page