وقال الاستاذ عبد الغني النابلسي
ولقد أتينا للحدائق بكرة ... والطل يقطر فوق روض أنفر
وكائن حب الآس فوق غصونه ... عقد اللآلي ضمن سلك أخضر
وقد قال ابن حجة تتبعت ما قيل في الآس فما ارماني الاقول القائل
خليلي ما للآس يعبق نشره ... إذا أشتم أنفاس الرياح البواكر
حكى لونه أصداغ ريم معذر ... وصورته آذان خيل نوافر
وما خلا عن فائدة وكأنت وفاة العم صاحب الترجمة في يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة اثنين وأربعين ومائة وألف بمرض الدق ودفن بسفح قاسيون بصالحية دمشق بمقام سيدنا ذي الكفل ﵇ وقيل في تاريخ وفاته
ضريح قد تبوأ السناء ... وفي قاسيون لاح به ضياء
حوى من آل خير الخلق شهما ... يدوم لجده منه الرجاء
له بالقرب من ذي الكفل كفل ... ويسعد من رعته الأنبياء
وفي دار البقا قد نال زافي ... وبالجنات طاب له اشوآء
فبالرضوان والفردوس أرخ ... لإبراهيم إذ وفى الهناء
إبراهيم بن سفر
إبراهيم بن محمد المعروف بابن سفر الحنفي الغزى الشيخ الصوفي العالم الفاضل نشاء في غزة وحين حصل لجده بالاسلامبول عزه أخذ المترجم بنفسه وسافر إلى مصر القاهر وأقام وجد بالطلب في العلوم والتحصيل فنال الحظ الأوفر وتفقه مدة خمس عشرة سنة ومن جملة شيوخه السيد علي الضرير والشيخ سليمان المنصوري وغيرهما ورجع إلى غزة واجتمع بعد سنين بالاستاذ الشيخ مصطفى ابن كمال الدين الصديقي الدمشقي وأخذ عنه الطريق ولقنه بعض أسمائه المنوطه به وصار له ملكة قوية في علوم القوم وخاض في بحرها وعام وهو مع ذلك يفتي على المذهب الحنفي ويقري بعض الطلبة ما أرادوه من منطق وبيان وغير ذلك وكان فيه بقية من الحظوظ النفسانية وهي التي أقعدته أخيرًا كسيحًا وبقى في ذلك مدة ومرض بالاستسقاء آخرًا ومات وكان له شعر كثير فما وصلني منه قوله من قصيدة
ترفق رعاك الله بالصب يا حادي ... ومل بي يا هادي إلى شاطىء الوادي
إلى كعبة التطواف وأنزل بشعب من ... تملك قلبًا ذاب بالوجد يا حادي
ويا راكبًا بزلا عرابًا وواصلًا ... مقاما لسعدى ربة الخال والنادي
ويا هاديًا تلك العراب وغاديًا ... فديتك يا هادي دخيلك يا غادي
1 / 30