وسيأتي ذكر أخي المترجم السيد عبد الكريم وابن أخيه السيد سعدى كل في محله وقد ذكر منهم الأمين المحبي في تاريخه وفي نفحته شرذمة أجلاء وغيره من أهل التاريخ كالغزي وابن طولون وأخذ عنهم الحديث وغيره ناس كثيرون وقد أنتشرت فواضلهم وخلدت في الاسفار والله أعلم ونسبتهم إلى حران وهي بالفتح والتشديد مدينة بالجزيرة بالقرب من بغداد والله أعلم
إبراهيم النحشي
إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد النحشي الخلوني البكغالوني الحلبي العالم العامل الفاضل الكامل الناسك الزاهد التقي العابد أخذ عن علماء بلدته وارتحل إلى الحج صحبة والده في أواخر القرن الحادي عشر وجأور بمكة مدة وأخذ عن علمائها وعلماء المدينة في مدة مجأورته وأخذ عن والده فقه الإمام الشافعي وفنون الحديث والعربية ثم عاد إلى حلب بعد وفاة والده واستقام بها مدة وأخذ عن علمائها ثم ارتحل إلى دمشق وأخذ عن علمائها وعاد إلى حلب بعد استقامته برهة من الزمان بدمشق وكأنت مدرسة المقدمية يومئذ في تصرف أخيه الشيخ العالم عبد الله البخشي الخلوتي فقرر له يده عنها واستقام بها إلى منتهى أجله مشتغلًا بالإفادة والتدريس وأنتفع به خلائق واشتغل في تلك الأوقات بكتابة وقائع الفتأوى الحنفية وإليه أنتهت رياسة فقهاء المذهبين بحلب مع ثباته على مذهب الإمام الشافعي ﵁ وبرع في فن الحديث الشريف وسائر علومه حتى صار يشار إليه فيه بالبنان وأخذ عن كثير من أعيان هذا الشان وله في الفتأوى الحنفية ثلاث مجلدات أفاد فيها وأجاد وله في فقه الإمام الشافعي تحريرات مفيدة وكأنت له اليد الطولى في سائر العلوم وكان اشتهاره بالفقه في المذهبين وبالحديث وكان عالمًا في الورع والزهد صابرًا على ما ابتلاه الله به من حصاة كان الشق عنها سبب وفاته وكأنت وفاته في سنة ست وثلاثين ومائة وألف والبكغا لوني نسبة لبكغالون بفتح الموحدة قرية من أعمال حلب والبخشي هو جدهم الكبير أحمد بخشي خليفة الأماسي نسبة إلى أماسيه كان له يد في التفسير وقرأ عليه جماعة كثيرون وترجمه طاش كبرى في الشقائق النعمانية وأثنى عليه في الطبقة التاسعة وذكر أن وفاته كأنت في سنة ثلاثين وتسعمائة وقد رأيت نسبة المترجم إليه محررة في خط أحد الحلبيين كما ذكرناه وسيأتي في تاريخنا هذا ذكر حسن وإسحق أخوي المترجم وذكر ابن أخيه إن شاء الله تعالى
1 / 24