إبليس والدنيا ونفسي والهوى وما علم منه أنه ذكر نفسه بخير، ولا قومه، ولا قوله ولا عمله، ولا افتخر بشيء مما على الدنيا، زاره الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين محمد بن علي بن محمد(1) بمدينة ذمار وكان رحمه الله تعالى(2) في دهليز لبعض إخوانه، فسلم عليه وقبل يده في الظلام، وقال للإمام: إن علم الله مني محبة لوصولك إلي (لك يكن) (3) لي إلا النار (4). وزاره رجل فاضل، فقال: أتينا من أرض بعيدة لزيارتك، فقال له: أمثلي يزار..؟ أمثلي يؤتى؟ وبكى حتى أبكى(5)، وغشي عليه طويلا، فسقط ما في يد ذلك الرجل، وظن (أن) (6) قد فارق الحياة، (وتلك الحياة) (7)، وتلك غشية تصيبه الفينة بعد الفينة.
Page 97