198

Silat Ikhwan

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

Genres

قال (لي) (1) (رحمه الله تعالى)(2): ما صار أحد من الأولياء والزهاد والأبدال والأوتاد من وقت زين العابدين (عليه السلام)(3) إلى وقتنا هذا (إلا بأمور عشرة)(4):

الأول: طهارة الباطن والظاهر: أما الظاهر، (فالتلوث)(5) بالنجاسات لا يصلح للمناجاة، والعبد مفتقر الى الله في كل طرفة ولحظة، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم:((الوضوء سلاح المؤمن))(6).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :((من أصابته مصيبة وهو على غير وضوء فلا يلومن الا نفسه))(7) والوضوء على الوضوء، نور على نور، فإذا داوم العبد على الطهارة يوشك أن تتلألأ فيه الأنوار الربانية -إن شاء الله تعالى -.

والباطن: أن يطهر قلبه من الرذائل من الغل والحقد لكافة المسلمين، وأهل التوحيد والقبلة المحمدية، ومن الحسد المهلك. قال بعض الحكماء: قاتل الله الحسد فما أعد له بدأ بصاحبه فقتله(8) وهو يأكل الحسنات كما تحرق النار الحشيش، والرياء والتكبر على المسلمين بالقول والفعل والاعتقاد، ومن التكبر: أن يعتقد كمالا في نفسه (أبدا)(9)، الى غير ذلك من سوء الأخلاق.

الثاني: لزوم الخلوة وهي العزلة من الناس ومن الشواغل، (وإذا)(10) كانت في بيت مظلم فهو أجمع لنور القلب.

كان صلى الله عليه وآله وسلم يحبب إليه الخلوة قبل النبوة، وكان يتحنث (بجبل)(11) حراء الليالي والأيام قبل النبوة بخمسة عشر سنة، كما روي(12).

Page 280