قال لي يوما: ذكر الرازي في (مفاتيح الغيب) أن من لزم اسم الذات وهو (الله الله الله) انقادت له العوالم الجسمانية والروحانية بشرائطه(وبحقه)(1) قلت: فما الشرائط والحق؟ قال الشرائط: الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات، والحق الإجلال والتعظيم.
وسألته يوما قلت: لو أن سيدي استعمل أسماء الله تعالى يحصل له الاسم الأعظم؟ (فقال لي)(2): نعم، لكنه شغلني عن الله والاشتغال بما دونه علل، نعوذ بالله منها ومن البعد عنه.
وقال لبعض إخوانه: إن العدو غايته أن يأخذ الروح والمال.والشيطان-نعوذ بالله منه- العدو الأكبر يطلب هلاك الروح والمال، والعار والخلود في النار وداعي الفسوق وأنواع العقوق والكفر والنفاق، (ويذود عن مكارم الأخلاق، ويدني من الشقاق وسوء الأخلاق)(3)، وإلى الذنيء من الطباق.فأيهما يا أخي أضر عداوة وأشد مكيدة؟ فهو الكلب الكلب، وليس (المفزع)(4) منه إلا إلى ربه، والاستعانة به، والاستغاثة من شره بربه، والفرار من (طريقته)(5)، والهرب من قربه (إن شاء الله تعالى)(6).
ومن حكمه (عليه السلام)(7) ما وجدته بخطه وأظنه خبرا قال: من لزم سبع كلمات كان شريفا عند الله، وعند ملائكته، وغفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، ووجد حلاوة الطاعة، وحيي بخير، ومات بخير:
أولها: أن يقول عند ابتداء كل شيء (من عمله)(8):بسم الله.
وثانيها: أن يقول عند فراغ كل شيء (من عمله)(9): الحمد لله.
وثالثها: أن يقول بعد (كل)(10) كلام ليس له: أستغفر الله.
ورابعها: أن يقول بعد قوله (أفعل كذا أو أقول كذا: إن شاء الله)(11).
وخامسها: إذا أصابه مكروه أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
Page 275