184

Silat Ikhwan

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

Genres

أما بعد، يا أخي، فالله يعطيك من كل خير في الدنيا والآخرة، ويلهمك إلى أحب الأعمال إليه، وأن يجمعنا في داره مع أوليائه بحقه وصل مشرف عظيم شرفك الله وعظمك، وأنك في قرارة داره، فالله يبارك لك (فيها) (1)، ويجعلها خالصة لوجه.

وذكرت أن الدنيا عليك متعذرة، وفي هذه اللفظة دعوى وشكوى: (أما الدعوى) (2) فإن كنت صادقا فقد ادعيت أنك من الأولياء، لأن الله يحمي الدنيا الأولياء ويعطيها من يشاء، وليست كذلك كانت متعذرة أيام النهده وأنت مليس السفرة، ويعتريك الصفرة أيام الغنيمة والأحوال سليمة، ما أحد يصلك بقرص ولا أنت تجد قرصا، والأولاد يضاغون ما يجدون ما يأكلون هديك أيام الثواب وقلة الحساب.

وأما الشكوى فكيف تشكو مولاك الذي خلقك فسواك؟ أمثله يشكى وقد أنعم عليك، (وأولاك) (3) أن جعلك من أولاد الأنبياء ، وسلك بك مسلك الأولياء، فانته عن شكواك لا يسلبك ما أولاك من عظيم الإحسان ومن النعم، وإنما مثلك إلا كما قال تعالى في أول هذه (الآية) (4):{وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل} [الزمر:8] لما بسط لك الدنيا عدت عليه (بالشكوة)(5).

وأما ذكرك زهد الناس فيك فلا تلتفت إليهم، ولا تنظر إليهم بعين الاحتقار، ولنفسك بعين الاستكثار، (فاحذر) (6) على نفسك أن تأخذ الكثير (لكثره)(7)، أو ترد القليل لقلته، بل على قدر الحاجة، فكن على يقين أنه لا شرف أشرف من الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.

Page 266